شرح ابن أبي العز بحسب الفقرات المختارة .

1 - قال تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون يونس الايه الولي من الولايه بفتح الواو التي هي ضد العداوه وقد قرا حمزه ما لكم من ولايتهم من شيء بكسر الواو والباقون بفتحها فقيل هما لغتان وقيل بالفتح النصره وبالكسر الاماره قال الزجاج وجاز الكسر لان في تولي بعض القوم بعضا جنسا من الصناعه والعمل وكل ما كان كذلك مكسور مثل الخياطه ونحوها فالمؤمنون اولياء الله والله تعالى وليهم قال تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات البقره الايه وقال تعالى ذلك بان الله مولى الذين امنوا وان الكافرين لا مولى لهم محمد والمؤمنون بعضهم اولياء بعض قال تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض التوبه الايه وقال تعالى ان الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله والذين اووا ونصروا اولئك بعضهم اولياء بعض الانفال الى اخر السوره وقال تعالى انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاه ويؤتون الزكاه وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون المائده فهذه النصوص كلها ثبت فيها موالاه المؤمنين بعضهم لبعض وانهم اولياء لله وان الله وليهم ومولاهم فالله يتولى عباده المؤمنين فيحبهم ويحبونه ويرضى عنهم ويرضون عنه ومن عادى له وليا فقد بارزه بالمحاربه وهذه الولايه من رحمته واحسانه ليست كولايه المخلوق للمخلوق لحاجته اليه قال تعالى وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا الاسراء فالله تعالى ليس له ولي من الذل بل لله العزه جميعا خلاف الملوك وغيرهم ممن يتولاه لذله وحاجته الى ولي ينصره اضغط هنا للانتقال إلى شرح الشيخ سفر لهذه الفقرة ..
2 - والولايه ايضا نظير الايمان فيكون مراد الشيخ ان اهلها في اصلها سواء وتكون كامله وناقصه فالكامله تكون للمؤمنين المتقين كما قال تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياه الدنيا وفي الاخره يونس ف الذين امنوا وكانوا يتقون منصوب على انه صفه اولياء الله او بدل منه او باضمار امدح او مرفوع باضمار هم او خبر ثان ل ان واجيز فيه الجر بدلا من ضمير عليهم وعلى هذه الوجوه كلها فالولايه لمن كان من الذين امنوا وكانوا يتقون وهم اهل الوعد المذكور في الايات الثلاث وهي عباره عن موافقه الولي الحميد في محابه ومساخطه ليست بكثره صوم ولا صلاه ولا تملق ولا رياضه وقيل الذين امنوا مبتدا والخبر لهم البشرى وهو بعيد لقطع الجمله عما قبلها وانتثار نظم الايه اضغط هنا للانتقال إلى شرح الشيخ سفر لهذه الفقرة ..
4 - او باضمار امدح يمكن ان نجعل بدل امدح اعني يعني الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يونس من هم؟ يقول اعني الذين امنوا وكانوا يتقون يونس او امدح يعني ان يكون العامل مضمرا والاسم الموصول في محل نصب اضغط هنا للانتقال إلى شرح الشيخ سفر لهذه الفقرة ..
5 - او مرفوع باضمار هم ايضا ممكن ان نقول الا ان اولياء الله اسم ان و الذي هو مبتدا في الاصل لا خوف عليهم ولا هم يحزنون في موضع الخبر ثم ابتدا مبتدا ثانيا مقدرا هو هم الذين امنوا وكانوا يتقون يونس فيكون الذين امنوا خبرا لمبتدا محذوف تقديره هم ثم قال نص الشارح او خبر ثان ل ان وهذا يصح ما دام انه يصح ان يقدر له مبتدا ثان فيصح ان يكون له خبر ثان فيكون هناك خبران الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون يونس ثم قال واجيز فيه الجر اضغط هنا للانتقال إلى شرح الشيخ سفر لهذه الفقرة ..
6 - أو خبر ثان لـ(إن) وهذا يصح ما دام أنه يصح أن يقدر له مبتدأ ثان فيصح أن يكون له خبر ثان، فيكون هناك خبران: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ[يونس:62-63] اضغط هنا للانتقال إلى شرح الشيخ سفر لهذه الفقرة ..
9 - ويجتمع في المؤمن ولايه من وجه وعداوه من وجه كما قد يكون فيه كفر وايمان وشرك وتوحيد وتقوى وفجور ونفاق وايمان وان كان في هذا الاصل نزاع لفظي بين اهل السنه ونزاع معنوي بينهم وبين اهل البدع كما تقدم في الايمان ولكن موافقه الشارع في اللفظ والمعنى اولى من موافقته في المعنى وحده قال تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون يوسف وقال تعالى قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا الحجرات الايه وقد تقدم الكلام على هذه الايه وانهم ليسوا منافقين على اصح القولين وقال صلى الله عليه وسلم اربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصله منهن كانت فيه خصله من النفاق حتى يدعها اذا حدث كذب واذا عاهد غدر واذا وعد اخلف واذا خاصم فجر وفي روايه اذا اؤتمن خان بدل واذا وعد اخلف اخرجاه في الصحيحين وحديث شعب الايمان تقدم وقوله صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذره من ايمان فعلم ان من كان معه من الايمان اقل القليل لم يخلد في النار وان كان معه كثير من النفاق فهو يعذب في النار على قدر ما معه من ذلك ثم يخرج من النار فالطاعات من شعب الايمان والمعاصي من شعب الكفر وان كان راس شعب الكفر الجحود وراس من شعب الايمان التصديق واما ما يروى مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من جماعه اجتمعت الا وفيهم ولي لله لا هم يدرون به ولا هو يدري بنفسه فلا اصل له وهو كلام باطل فان الجماعه قد يكونون كفارا وقد يكونون فساقا يموتون على الفسق واما اولياء الله الكاملون فهم الموصوفون في قوله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياه الدنيا وفي الاخره يونس الايه والتقوى هي المذكوره في قوله تعالى ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكه والكتاب والنبيين البقره الى قوله اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون البقره اضغط هنا للانتقال إلى شرح الشيخ سفر لهذه الفقرة ..
10 - وهم قسمان مقتصدون ومقربون فالمقتصدون الذين يتقربون الى الله بالفرائض من اعمال القلوب والجوارح والسابقون الذين يتقربون الى الله بالنوافل بعد الفرائض كما في صحيح البخاري عن ابي هريره رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربه وما تقرب الي عبدي بمثل اداء ما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سالني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه وما ترددت عن شيء انا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت واكره مساءته اضغط هنا للانتقال إلى شرح الشيخ سفر لهذه الفقرة ..
11 - والولي خلاف العدو وهو مشتق من الولي وهو الدنو والتقرب فولي الله هو من والى الله بموافقته محبوباته والتقرب اليه بمرضاته وهؤلاء كما قال الله تعالى فيهم ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب الطلاق قال ابو ذر رضي الله عنه لما نزلت الايه قال النبي صلى الله عليه وسلم يا ابا ذر لو عمل الناس بهذه الايه لكفتهم فالمتقون يجعل الله لهم مخرجا مما ضاق على الناس ويرزقهم من حيث لا يحتسبون فيدفع الله عنهم المضار ويجلب لهم المنافع ويعطيهم الله اشياء يطول شرحها من المكاشفات والتاثيرات اضغط هنا للانتقال إلى شرح الشيخ سفر لهذه الفقرة ..