الأشعرية في باب الإيمان من الغلاة
إذاً: فهذا مأخذ كثير من الكلابية وغيرهم؛ مع أن الأشعرية في باب الإيمان يعدون من المرجئة الغلاة ، وقد حددنا أن المرجئ الغالي هو الذي يجعل الإيمان شيئاً واحداً، أي: على عضو واحد، فـالكرامية مرجئة غلاة؛ لأن الإيمان عندهم هو قول باللسان فقط. ومن المرجئة الغلاة : الأشعرية و الجهمية ؛ فهو عندهم شيء واحد وهو: المعرفة، أو التصديق بالقلب، فمن قال: بالقلب فقط، أو باللسان فقط؛ فهو مرجئ غالٍ؛ فالفقهاء لما قالوا: الإيمان بالقلب مع اللسان؛ صاروا وسطاً، وأهل السنة يقولون: هو القلب واللسان والجوارح، وهذا هو الحق.إذاً فـالأشعرية كان المفروض أن يرون تحريم الاستثناء في الإيمان؛ لأنه شيء واحد، لكنهم يقولون بالاستثناء.