ومن الطرق الخبيثة التي يجب أن ينبه عليها هذه الطريقة الخبيثة التي نشأت في مصر باسم العصبة الهاشمية، وهي خطيرة جداً؛ لأنها نشأت بعد نجاح ثورة إيران ، وتريد أن تكون دعوة جديدة في مصر التي طهرها الله على يد صلاح الدين رحمه الله من الرافضة ومن ضلالاتهم وبدعهم وعقيدتهم، فأصبحت -والحمد لله- بلاد سنة منذ زمن صلاح الدين إلى الآن.
فتأسست هذه الفرقة الخبيثة، ولها علاقات مريبة مع الروافض لنفس الغرض الخبيث، والعلاقة بين التصوف والتشيع واضحة جداً وجلية جداً، والكلام فيها يطول كثيراً، وقد كتب الدكتور كامل الشيبي -دكتور عراقي- كتاباً اسماه الصلة بين التصوف والتشيع ونقل عنه وزاد الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله تعالى، وبين الصلة بين التصوف والتشيع.
المهم أن العصبة الهاشمية الخبيثة التي أنشئت في صعيد مصر شيخها محتجب لا يراه أحد، ولا يدخل عليه إلا المقربون الخاصة الذين يؤمنون بما يؤمن به هو من عقائد الهندوس وأشباههم، وطريقتهم خبيثة في إثارة شعور الناس إلى الشيء الغريب؛ لأن الناس لو رأوه وخالطوه رأوا عيوبه وفضائحه، لكن عندما يكون مختبئاً محتجباً يتكلم من بعيد يخيل للناس أنه شخص روحاني نوراني، يكسوه الشيطان هالة معينة في أذهان الناس، فيتشوق كل أحد من المريدين ومن الأتباع إلى اليوم الذي يصبح فيه أهلاً لأن يرى حضرة الشيخ ويدخل عليه من غير حجاب ويتمتع بمشاهدة طلعته البهية عندما يكبر ويصل إلى الدرجة العليا عندهم، وهي الحلول والاتحاد، وهذا الطلعة هي من نور الله، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً، وهذا هو القصد الخبيث عند هؤلاء الناس.
فهذه الطائفة الخبيثة خطر على الإسلام، ومندوبها في هذه البلاد المقدسة لا يزال مصراً على دعواه، ونحن نعرفه ونعرف كتبه ونعرف إصراره على الاستمرار على الشرك، وأنه لم يستطع أن ينفي صلته بتلك العصبة الخبيثة، فالنقول التي سأنقلها هي من كتابه، وهي -في الحقيقة- نقول قديمة، لكنه جمعها ليثبت بها هذه العقائد الباطلة التي تثبت أن النهج واحد، وأن هذه الطائفة بعيدة عن دين الإسلام وعن السنة، وإن كتب أصحابها عن ليلة القدر أو عن صيام رمضان أو عن أحكام الشريعة أو عن السيرة النبوية فهذه مظاهر، أما الحقيقة التي يريدونها فهي ما أثبت في الكتاب الذي أسماه صاحبه المختار من كلام الأخيار .
فهذا الرجل ينقل عن علي بن موفق أحد رجال الصوفية قوله: اللهم إن كنت تعلم أني عبدك خوفاً من نارك فعذبني بها. نعوذ بالله! مع أن كل واحد من المؤمنين يدعو بقوله تعالى: (( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ))[البقرة:201]، وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهذا يقول: إن كنت تعلم أني عبدك خوفاً من نارك فعذبني بها، وإن كنت تعلم أني عبدك حباً مني لجنتك فاحرمنيها، وإن كنت تعلم أني أعبدك حباً لك وشوقاً إلى وجهك الكريم فأبحنيه واصنع بي ما شئت! نسأل الله العفو والعافية.