المذيع: قلت يا شيخ في حديث صحفي لك سابقاً: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يغزو قبيلة ورى بغيرها، كأنه يريد غزو غيرها؛ لكي يباغتها، واليوم تأتي مواقف تحتاج فيها الأمة للتورية ضمن السياسة الشرعية، فهل هذه الحملة ضمن التورية، والتورية ضمن السياسة الشرعية؟
الشيخ: طبعاً الكلام هذا قيل قبل الحملة، أنا أقصد بهذا أننا نحن لا نظهر أو نتحدث عن كل ما لدينا، أو عن كل ما نريد أن نفعله، مثلاً: عندما يأتي خطيب ويخطب ويقول: الجهاد حق لا بد منه، وجهاد أمريكا ويتكلم، ويكرر هذه العبارات في نيويورك مثلاً، فلو قال هذا الكلام في أمريكا مثلاً فإنه يعرض نفسه لأن يقبض عليه، وأن يقفل المسجد ويتابع، وهو في الحقيقة ليس عنده جهاد، لكن لو كان هذا المتكلم عن الدعوة إلى الله وشرح محاسن الإسلام لكان هو الأولى، لو قلنا له ذلك لقال: تنكرون الجهاد؟! لا. لا ننكره، ولكن أنت تتحدث الآن عن وضع وعن واقع معاش، عن مشكلة أمامك، أنت متهم بالإرهاب، فالحديث الذي يعطي عدوك ما يبرر ذلك، إلا إذا كنت تتكلم عن الجهاد وتشرح أحكامه وشروطه وضوابطه لتبينها، وليس لديك أنت الآن استعداد لهذا العمل، نحن نقول: الرسول صلى الله عليه وسلم هو القدوة، وينبغي أن يؤخذ كلامه في إطار كلي وسياق كلي، قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والرسل قبله صبروا على الأذى مرحلة معينة حتى قويت شوكة الدعوة ونهضت.
لو استطعنا في أمريكا مثلاً أن نصبر ونتحمل الأذى حتى يكون لنا من الضغوط ما للوبي الصهيوني أو قريب من ذلك- تتغير الحال، لكن نحن نتكلم عن استئصال أو إبادة أو عنف، ونحن أصلاً لا نملك ذلك وليس لدينا... فتتعرض المساجد هناك للخطر وللضرر، بينما لم يكن هناك أي شيء، بل الدعوة إلى الله التي أثبتت جدواها وأثبتت أننا عندما نقول: إن في الغرب مجتمعات تقبل الدين وتقبل الإيمان، ولكن تحول دونها المنظمات الحاقدة أو الحكومات الفاسدة، فقد ثبت أننا على الحق في هذا ولله الحمد؛ لأن الذين دخلوا في الإسلام في أمريكا بعد الأحداث هم أضعاف ما كان يدخل قبلها هناك.
المذيع: ألا ترى يا شيخ أن هذه الحملة هي بمثابة تعبئة الأمة أو تعبئة الشباب ودفعهم إلى كره الآخر، والولايات المتحدة أو الغرب، وبالتالي لجوءهم إلى القيام بأعمال -كما توصف- إرهابية؟
الشيخ: الحملة عنوانها صريح وواضح .. مقاومة الإرهاب، نحن الآن المعتدى علينا .. نحن الذين تنهب خيراتنا .. نحن الذين يراد أن تطمس ثقافتنا، نحن الذين دمرت مكتباتنا كما دمر التتار مكاتب بغداد ورأى العالم ذلك .. نحن الآن المعتدى علينا، لسنا في موقع الهجوم، نحن نريد أن نقول لهذه الأمة: اصبري واثبتي وعودي إلى وعيك، وأفيقي من غفلتك وانهضي على قدميك.