المذيع: يا شيخ! عندما نتحدث عن التكفير ففي الغالب أن هذا التكفير يؤدي إلى أعمال عنف في جميع البلاد الإسلامية، لكن لو أردنا أن نتحدث عن الأحداث التي وقعت في
المملكة العربية السعودية بالتحديد، فهل ترى أن فكر التكفير هو السبب الوحيد الذي أدى إلى هذا العنف الذي حصل؟
الشيخ: أنا أستطيع أن أجزم -لمعرفتي واطلاعي على الساحة الدعوية- أن التكفير وما يحدث من أعمال كالتفجير أو القتل أو غير ذلك لا ارتباط بينها، لا من حيث العقيدة والاعتقاد ولا من حيث الواقع.
أما من حيث الاعتقاد أو الربط المنطقي فنحن نعلم أنه يوجد تكفير بدون تفجير أو بدون أعمال عنف، وهذا موجود، وكثير من الطوائف وهي موجودة بين أظهرنا تكفر
أهل السنة والجماعة، وتكفر الصحابة والخلفاء الراشدين، ولم يلزم من ذلك أن يخرجوا أو يفجروا.
وهناك طوائف أيضاً من غلاة
الصوفية ومن أشباههم تكفر لكن لا تعمل، وكذلك حتى من منتسبي
أهل السنة يوجد من يعتقد أو من يغلو في التكفير ومع ذلك لا يعمل شيئاً لأسباب، وأنا لا أقول: إن هذا بالضرورة ورع من هؤلاء جميعاً، لكن المهم أنه ليس هناك ارتباط.
ثم إنه من حيث الواقع ممن قوبل أو نوقش أو عرف عن كثير من الذين تبنوا هذا المنهج الذي أسميه أنا: منهج العنف، أنهم يؤكدون ويجزمون أنهم لا يكفرون مسلماً ولا يستحلون دم أي مسلم باعتقاد أنه كافر، وإنما يؤصلونها بتأصيلات أخرى.
ينبغي أن نعلم -وهذا مع الأسف من الأشياء التي لا يلقى لها بال أحياناً عند بعض المتحدثين ولا سيما في وسائل الإعلام- أن القضية لها أبعاد وأعماق؛ لأن الشريعة أوسع من أن تحصر في قضية أو قضيتين .. الأحكام المتعلقة بالقتال وأنواع القتال الذي يقع بين أهل الإسلام واستحلال دماء المسلمين لها أسباب كثيرة متعددة، وربما عندما تظهر حركة واحدة، ويكون أعضاؤها كل منهم له نظرته أو له اتجاهه أو هدفه، وإذا قارنت بينهم تجد أنهم غير متفقين، ولا سيما لو كانت القضية قضية ثورة اجتماعية، أو ارتجال، لها أسباب مختلفة، وليست تربية عقدية، بمعنى: فرقة عقدية تربت على منهج معين وتوارثته.