المادة    
مكالمة هاتفية: الدكتور عبد العزيز الرنتيسي أحد قادة حركة حماس.
المذيع: دكتور! السلام عليكم.
الدكتور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المذيع: أهلاً ومرحباً بك، وسعداء بسماع صوتك ومشاركتك لنا في هذا البرنامج، ومعنا في الاستديو فضيلة الدكتور سفر الحوالي، نتحدث عن هذه الانتفاضة، وأود يا دكتور عبد العزيز أن أطرح من خلال اتصالي بكم: هل لديكم آمال في نتائج الانتفاضة، أم أنها كما يقول بعض المنهزمين -وأنا اتفقت مع الدكتور أن أطرح في هذه الحلقة كل الأصوات- حيلة المضطر كما يقال؟
الدكتور: بسم الله الرحمن الرحيم، الواقع أن الانتفاضة لم تتوقف، ولن تتوقف بإذن الله تعالى، كما أن المقاومة لم تتوقف ولن تتوقف، ولكن أستطيع أن أقول بأننا كان أمامنا عقبة كئود، هذه العقبة أرادت أن تقضي على مشروع الانتفاضة، ونحن بإذن الله وبعد الشورى نعتقد أننا تجاوزنا هذه العقبة، أما المقاومة فمستمرة والانتفاضة مستمرة، فطالما أن هناك شبراً واحداً من فلسطين لا يزال تحت الاحتلال فلا يمكن لأي إنسان في الدنيا أن يوقف انتفاضة الشعب الفلسطيني ومقاومته، والأيام القادمة ستثبت ما أقول بإذن الله.
المذيع: وإذا قيل لكم: إن إسرائيل تنوي من خلال الاتفاق ووقف ما يسمونه بالعمليات الإرهابية إعطاء فلسطين أو السلطة الفلسطينية مساحة كبيرة في العمل، وبالتالي تهيئ فرصاً كبيرة للعودة، أي: عودة هؤلاء الفلسطينيين لحياتهم الطبيعية، والذي يقف تجاه هذا الموضوع هي حركات المقاومة الاستشهادية؟
الدكتور: دعني أقول: لماذا ثارت الانتفاضة؟ انتفاضة الأقصى هل ثارت لأن الحياة لم تكن للشعب الفلسطيني حياة طبيعية؟ أم لأن شارون قام بتدنيس المسجد الأقصى؟ ولذلك تصوير الشعب الفلسطيني على أنه شعب يسعى من أجل بطنه وراحته وينسى كرامته؛ هذا أمر غريب جداً! خاصة أننا نعلم جيداً أن هذه الانتفاضة التي قدم فيها آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى والمعتقلين والمعوقين، وهدمت البيوت، كانت فقط للدفاع عن كرامة الأمة لمنع تدنيس المسجد الأقصى، مع أن العمال كانوا يعملون والشعب الفلسطيني كان يتحرك بسهولة، والأمن والسلامة متوفرة في الضفة والقطاع، لكن كان المحرك الوحيد أن هذا الشعب فيه نبض الإسلام وكرامته التي لا يمكن أن يقبل معها أي ذلة، وهذا ما يبشر بأن هذا الشعب لا يمكن أن يوقف مقاومته طالما أن الأقصى أسير، وطالما أن اللاجئين لم يعودوا، وطالما أن الاحتلال يجثم على أرض فلسطين من بحرها إلى نهرها، وطالما أن هذا العدو لا يزال يتربص بنا الدوائر.
ونحن ندرك تماماً أن شارون تحدث عن الضفة والقطاع، فقال: هذه أرض يهودية، وقال: هذه أرض إسرائيل حررناها عام (1967م)، كل هذه تؤكد على أن ما يُخبّر الآن عبر المفاوضات هو الوهم فقط، ولكن الحقيقة أننا أمام مرحلة ستتصاعد فيها المقاومة .. أمام مرحلة صعبة جداً، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا عليها.
المذيع: دكتور! معي أيضاً فضيلة الدكتور سفر الحوالي يود أن يطرح عليك تساؤلاً، تفضل فضيلة الدكتور.
الشيخ: أنا سعيد جداً أن أسمع الأخ المجاهد البطل الأخ الدكتور عبد العزيز، وأن نتحدث معاً في وقت واحد وأهنئه ونهنئ الأمة أولاً بنجاته من ذلك الحادث، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون قد ادخر الشهادة لي وله لأجل أفضل، وهو أهل للشهادة، ثم أهنئه أيضاً على هذا الإنجاز الكبير الذي أرجو أن يسلط الضوء عليه وهو: نجاح الإخوة في قيادة العمل الجهادي والمقاومة في فلسطين في تجاوز أزمة الاقتتال أو الاحتراب الداخلي الذي كان مخططاً له أن يكون، أظن يا دكتور هذه النقطة مهمة فلو أنك أعطيت شيئاً عنها.
الدكتور: أنا أحيي فضيلة الدكتور، وأسأل الله فعلاً أن يرزقنا جميعاً الشهادة وهي أملنا وهدفنا إن شاء الله، الواقع أني ذكرت من قبل وقلت: إن العامل الرئيسي الذي جعلنا نتخذ هذا القرار وهو تعليق العمليات لمدة ثلاثة أشهر بشروط محددة، العامل الرئيسي وأؤكد على ذلك هو منع الاقتتال الداخلي، فنحن رأينا أن هناك قوى شريرة تدفع السلطة الفلسطينية باتجاه الاحتراب مع حركة حماس بالذات، وطبعاً مع باقي الفصائل الوطنية والإسلامية.
أدركنا ذلك وعلمنا أنه إذا ما تم لا قدّر الله ونحن كنا دائماً صمام أمان لمنع هذا الاحتراب الداخلي، إذا ما قدّر لهذا الاحتراب الداخلي أن يكون ولن يكون -وأبشر الأمة أنه لن يكون بإذن الله- فالمقاومة ستنتهي والانتفاضة ستنتهي وسيقف هذا العدو المتربص بنا الدوائر يتفرج على الشعب الفلسطيني والدم الفلسطيني وهو يسفك بيد فلسطينية.
أدركنا ذلك وأيقنا بأننا أمام عقبة كئود يجب أن نتجاوزها لمنع هذا الاحتراب الداخلي، لذلك فالعامل الرئيسي -وأؤكد على هذا الأمر؛ لأننا كما تعلمون ضد خارطة الطريق، ولا يمكن أن نقبل يوماً من الأيام أن نفرط بشبر من الوطن، لا يمكن أن نقبل في يوم من الأيام أن نعترف بهذا الكيان المسخ الغاصب لـفلسطين- من هنا أؤكد أن هذا هو العامل الوحيد خاصة أننا رأينا أن هناك من يتعاطى مع الضغوط التي تُمارس من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وبعض الدول العربية.
  1. الدور المطلوب من الإعلام العربي حول قضية فلسطين

    المذيع: دكتور عبد العزيز أيضاً كان لقناة المجد بحمد الله شرف أن خصصت برنامجاً هاماً يهتم بقضية فلسطين وهو (من فلسطين مع التحية) هذا البرنامج يبث أسبوعياً، ويهتم بالعديد من القضايا ويطرح مجموعة من الموضوعات الهامة التي تتعرض لهذا الموضوع، أود من خلالكم دكتور عبد العزيز أن تحدثنا عن الرسالة الإعلامية التي تودون أن توجهوها إلى وسائل الإعلام المختلفة؟
    أيضاً هل هناك آلية تفعيل للدور الإعلامي من قبلكم، والتعاون الإعلامي لوسائل الإعلام المختلفة، خصوصاً أنني أشرت أن قناة المجد كما ذكرت لك: خصصت برنامجاً هاماً حول هذا الموضوع؟
    الدكتور: الواقع أننا بحاجة دائمة لمثل هذه البرامج التي تركز على القضية الفلسطينية التي تبين الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، والتي تبين تاريخ هذه القضية، وتاريخها القريب؛ لأن لدينا الآن أجيال، ولا أقول: في فلسطين؛ لأن الأطفال يعون أبعاد القضية، لكن في عالمنا العربي والإسلامي هناك أجيال أصبحت لا تدرك لماذا نحارب ما يسمى بإسرائيل! وكأننا نحترب أو نتقاتل مع دولة مشروعة، أو دولة لم تغتصب أرض المسلمين، لذلك فالتركيز وتوعية الأجيال أمر مهم.
    ثانياً: تسليط الضوء على ممارسات هذا الكيان الصهيوني المسخ ضد أبناء الشعب الفلسطيني، خاصة أنه -وللأسف الشديد- ظهر من بني جلدتنا من يتهم المقاومة المشروعة والجهاد الذي نقوم به في فلسطين بالإرهاب، وهذا فيه اتهام لمقاومة الشعب الفلسطيني المشروعة، وفيه إعطاء الشرعية لما يقوم به العدو الصهيوني من إرهاب حقيقي ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
    لذلك هذه المسميات عندما نعالجها في إعلامنا يكون لها قيمة كبيرة في توعية الشارع العربي والإسلامي؛ لخطورة هذه المصطلحات التي استخدمها العدو الصهيوني، وبات يستخدمها الآن من هم محسوبون على الشعب الفلسطيني أو الأمة العربية والإسلامية.
    هناك أيضاً: لا بد من توعية الأجيال لمحاربة هذا العدو، وطبعاً الجهاد في سبيل الله له أشكال متعددة، فإن كنا نحن في الخندق المتقدم نجاهد بدمائنا وأرواحنا فهناك من يستطيع أن يقاوم بالمقاطعة، مقاطعة البضائع الأمريكية، مقاطعة هذا العدو، مقاطعة التطبيع، أو التشهير بالتطبيع مع هذا العدو أو التنفير من التطبيع مع هذا العدو؛ لأننا أمام مرحلة يجب أن نحافظ فيها على الوعي -وعي الأجيال- لأننا أمام عملية غسيل لأدمغة هذه الأمة، لتنسى حاضرها وماضيها ومستقبلها، حتى تنسى هذه القضية الهامة، وهذا يسهل على العدو أن يمرر مشاريعه التصفوية للقضية الفلسطينية والوجود الفلسطيني.
    فالإعلام يجب أن يساهم مساهمة كبرى، خاصة أننا نرى أن العدو الصهيوني في إعلامه سواء هنا أو في الغرب أو في أمريكا يركز على كلمة واحدة هي: الإرهاب.. الإرهاب.. الإرهاب.. حتى أصبحت كأن العالم يصدق هذه الكلمة، فلماذا نحن لا نركز على إرهاب هذا العدو الصهيوني، ونركز على مشروعية المقاومة؟!
    وأنا أضرب أمثلة والساحة الإعلامية فيها مجال واسع للعمل الإعلامي.
    المذيع: شكراً لكم دكتور عبد العزيز لمساهمتكم معنا في هذا البرنامج وفي هذه الحلقة، وأسأل الله تعالى أن يوفقكم وأن يسددكم.
    كان معنا الدكتور عبد العزيز الرنتيسي أحد قادة حركة حماس، شكراً للدكتور.
    الدكتور: شكراً لكم.
  2. التأكيد على عدم رواج دعاية يهود في سوق الاسلام

    المذيع: فضيلة الدكتور هل لكم تعليق؟
    الشيخ: أنا أريد في الحقيقة أن أطمئن أخي الدكتور المجاهد عبد العزيز الرنتيسي وكل الإخوة هناك أن هذه الشعارات وهذه الدعايات الصهيونية وما يقال..، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نجد له أرضاً في أرض الإسلام بإذن الله تبارك وتعالى.
    أنا حقيقة محمل بأمانات كثيرة وأبحث عن وسيلة لأبلغها -والآن جاءت لي الفرصة- من كل من أعلمهم في هذه البلاد الطيبة الطاهرة، ومن كل من يأتينا من حاج أو معتمر في مكة المكرمة، كل هذه الأمة من أندونيسيا إلى نيجيريا وفي كل البلاد، الكل يقف مع إخواننا في فلسطين ولله الحمد، الكل يتمنى اليوم الذي يتاح له فيه أن ينال بعض الشرف الذي نالوه بأن يكونوا في مواجهة أعدى أعداء الله، كل واحد يتمنى أن يقدم أي شيء لهم، لا سوق هنا لدعاوى أمريكا ولا إعلامها.
    بل قلت أنا لمجموعة من ممثلي الإعلام الأمريكيين والبريطانيين قابلتهم، وقلت لهم: والله إني لأعرف أناساً هنا ليس بالعدد القليل، بل ربما كل واحد في هذا البلد، لو رأى البلدية تهدم بيته أهون عليه من أن يرى جند شارون يهدمون بيتاً فلسطينياً والأم والأطفال يصرخون ويبكون، هو دين وإيمان وعبادة أن نحب إخواننا هناك وأن نكون معهم، قد تتباعد الأبدان ولا نستطيع أن نقدم كل ما نريد أن نقدم، قد يحدث هناك مشكلات والإخوة يقدرونها، أما القلوب فهي والله معهم، وأما الدعاء فهو دائماً وأبداً.
    ونحن نتحين الفرصة لكي نقدم بإذن الله تعالى ما نستطيع مما تفضل به الدكتور، وعلى سبيل المثال: تأسيس الحملة العالمية لمقاومة العدوان هي لسد هذه الثغرة، فقد كفونا مؤنة الجانب الجهادي بشجاعتهم وبسالتهم ومقاومتهم، لكن نعم، هناك الجهاد الاقتصادي، والجانب الثقافي، والجانب الإعلامي، كل هذه الأمور.
    فنحن الحقيقة في خدمتهم، نحن لا زلنا في البداية والحملة في بدايتها، ولكنهم أو الإخوة في العراق أو في أي بلد مسلم الحملة أنشأتها الأمة الإسلامية، وهي تريد بإذن الله تبارك وتعالى أن تحقق هذه الأهداف من خلال المشروع، هو مشروع سلمي، لكنه مقاومة ثقافية واقتصادية وإعلامية ودعوية متكاملة بإذن الله تبارك وتعالى، ويسعدنا ويشرفنا أي اقتراح يقدمه لنا إخواننا المرابطون في الأرض المباركة.