المادة    
المذيع: فضيلة الدكتور نعود إلى جوانتنامو، أنا سألتك سؤالاً أرجو التفضل بالإجابة عنه، وإسداء النصح أو التوجيه بما يراه فضيلتكم حول الخطاب الدعوي تفادياً لما حصل في جوانتنامو من جوانتنامو لـجوانتنامو.
الشيخ: على كل حال هذا شيء جيد، يجب أن ينبه أهل الخطاب الدعوي والإعلامي في العالم الإسلامي ألا يدفعوا بالشباب إلى مأساة كهذه المأساة؛ لأن الشباب عادة يحكّم عواطفه وحماسه، وقد يندفع إلى أي أمر، والعاقل من يدرك عاقبة الأمور، فيجب أن يُوجهوا بألا يعطوا هذا الحماس بهذه الطريقة.
عندما نعلم جميعاً أن كثيراً من الناس يذهبون وذهبوا يريدون وجه الله والدار الآخرة ونصرة إخوانهم، والبعض ذهب بشيء من المال ليغيث الملهوفين، والبعض قبض عليه خارج أفغانستان، والبعض تعرض لمضايقات واتهامات واشتباهات في الاسم، وكذا وكذا..، ثم مع ذلك يكون هذا الظلم الفادح الذي يستنكره العالم كله .. حقيقة من جانبنا يجب ألا نعطي عدواً هذا خُلُقه وهذه همجيته وهذه عنصريته الفرصة، وأتحدث إلى الشباب بالصبر والأناة في هذه القضية وفي غيرها.
من جانب آخر أود أن أؤكد أن عدواً هذا شأنه يجب على العالم كله أن يتحد ليتعاون عليه؛ لأن العالم كله الآن عرضة لهذا الجشع وهذا الحقد وهذه الهمجية، وأضرب لك مثالاً:
الاتحاد الأوروبي يشترك مع الأمريكان .. الحضارة واحدة .. العنصر واحد .. الدين واحد .. المصالح متقاربة .. حلف الأطلسي واحد .. ومع ذلك يشتكي الاتحاد الأوروبي من عقوبات أمريكية، عقوبات اقتصادية واجتماعية وسياسية، يشتكي من الاستكبار، حتى التهم أوروبا العجوز أوروبا القديمة وهكذا.. إذا كان هذا الحقد يقع على أوروبا على من هذا حاله، فماذا نتوقع أن يكون على الأمم الأخرى المستضعفة في الشرق؟ ولا سيما الأمة الإسلامية...
المذيع: ائذن لي سنعود إلى هذه النقطة، ولكن أريد إيضاحاً من فضيلتكم عن خطاب الرشد الدعوي، بمعنى: حصلت هذه الكوارث في الآونة الأخيرة، من كان السبب؟ وما هو العلاج؟ طبعاً نحن ناقشنا في الحلقة الماضية السبب، ونريد من فضيلتكم العلاج...