المادة    
كانت المحاولة الأولى على يد عبد الله بن سبأ اليهودي الذي أسس ذلك الدين، الذي دخل منه جميع أعداء الإسلام وهو دين التشيع، فما من رجل أراد أن يطعن في الإسلام إلا ودخل من باب التشيع ثم يجد السبيل أمامه مفتوحاً.
ولهذا روى غير واحد ممن ألف في السُّنة عن المحدث الإمام الثقة أبي الربيع الزهراني أنه كان له جار زنديق، ولكن يبدو أن الله تعالى قد مَنَّ عليه بالتوبة فقال له: ما بالك كنت تدَّعي الرفض والتشيع ثم أظهرت الزندقة؟
فقال: إنا نحن معشر الزنادقة ومعشر أعداء الدين قد فكرنا وأردنا أن نهدم الإسلام وأن نحارب أهله، فما وجدنا أيسر من أن ندخل من باب التشيع، فإن هذه الطائفة جاهلة حمقاء، وإننا إن دخلنا عن طريقها استطعنا أن نحقق ما لا نستطيعه لو دخلنا من طريق غيرها، وهذا معنى كلام ذلك الزنديق سابقاً.
فهذه الفرقة هي شر الطوائف بلا شك نظراً لما اتصفت به، كما قال الإمام الشعبي رضي الله تعالى عنه لـمالك بن مغول: '' يا مالك إن شر الطوائف الخشبية -وكانت الشيعة يسمون الخشبية؛ لأنهم اتخذوا السيوف من الخشب، وقالوا: لا جهاد بالسيف إلا مع الإمام المعصوم الذي يظهر في آخر الزمان- لو كانوا من الطير لكانوا رخماً، ولو كانوا من الدواب لكانوا حميراً ''.
وقال طلحة بن مصرف رضي الله تعالى عنه: [[لو شئت لملأت الرافضة بيتي ذهباً وفضة]] وأكثر من واحد قال مثل هذا، فالمهم عندهم أن يضع أحاديث في فضائل علي، وأن يكذب على علي فيملأ بيته ذهباً وفضة.
فمن هنا كان كل عدو للإسلام يدخل فيجد هذا الباب الذي فتحه عبد الله بن سبأ اليهودي، ولهذا من أصدق العبارات التي قيلت في وصف هذه الفرقة وفي التعبير عن حقيقتها ما قاله بعض العلماء حين قال: ''إن الشيعة بذرة نصرانية غرستها اليهودية في أرض مجوسية''.
فالتشيع بذرة نصرانية غرستها اليهودية في أرض مجوسية، وعند التدقيق والتحقيق في مسألة الفرق ومنها الباطنية يظهر لنا صحة العبارة، فإن عبد الله بن سبأ اليهودي هو من يهود اليمن، وهي طائفة من يهود الحبشة في الأصل، وأصل يهود الفلاشا هو من الحبشة، وكانوا متأثرين إلى حد كبير بـالنصرانية، وكان يريد أن يضاهي ما فعله شاوُل الذي هدم دين النصارى بالغلو في المسيح، وادعاء أن الله حل فيه، وأنه إله، فادَّعى هو مثل ذلك في علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، فكانت بذرة الغلو وتقديس الأشخاص وتأليههم هذه بذرة نصرانية غرستها اليهودية، لأننا نجد أن وراء كل حركة شيعية أو باطنية أيادي اليهود واضحة جلية كما سيتبين لنا في المرحلة الثانية التي تسمى الباطنية.
وأما قوله: "وفي أرض المجوسية"؛ لأن هذا الدين الهدَّام الخطير إنما نشأ في تلك البلاد المجوسية، حيث تظهر فيه الفتن وحيث يظهر قرن الشيطان، كما أخبر بذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الأحاديث الصحيحة، وتعلمون أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قال أيضاً: {يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة} وهذا من آيات نبوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإن مدينة أصبهان مدينة معروفة منذ القدم بوجود اليهود فيها، وهي المدينة التي خرج منها سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه، فكان فيها يهود ونصارى، وكان فيها المجوس أيضاً الذين هم أكثرية أهل البلاد، ومن هنا ومن تلك البيئة التي توجد فيها هذه الأديان، ومن البيئة التي كان الحقد الشديد على الإسلام يأكل قلوبها، وتغلي مراجلها به، من هنا ظهرت تلك الفرق ومنها الباطنية.
والباطنية تسمى بأسماء كثيرة، لأن الباطنية -في الحقيقة- ليست فرقة واحدة ولكنها علم واسم على فرق كثيرة، فهي أخطبوط أو شبكة من الفرق ومن الدول ومن الضلالات ومن الأفكار، أراد بها أصحابها أن يجتثوا الإسلام نهائياً، ولهذا قال بعض المؤرخين: ما بين مبعث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخروج الدجال فتنة أعظم وأشد على الإسلام من الباطنية، فهي أخطبوط دخل في جميع الفرق، وأعظم فرقتين أو طائفتين دمرت الحياة الإسلامية تدميراًَ واضحاً جلياً هما الشيعة الروافض والصوفية، وكلاهما متأثر وله علاقة قوية بـالباطنية، لا سيما الرافضة كما هو معلوم وكما سنعرف.
إذاً: الباطنية مجمع الضلالات، الرافضي إذا غلا في الرفض أصبح باطنياً، والصوفي إذا غلا في التصوف أصبح باطنياً.
والباطنية فرق منها: الخرمية، والبابكية، والقرامطة، والإسماعيلية، والعبيدية، وغيرها فهي فرق كثيرة لا تحصى.
وكذلك الباطنية لها دول قامت، ومن أمثلة الدول التي قامت عليها: العبيدية التي تسمى الفاطمية، وقامت دولة القرامطة، وقامت في المشرق أكثر من دولة تحت اسم الباطنية.
فهذه إذاً حركة خطيرة عظيمة قامت لغرض ضخم وهدف كبير وهو هدم الإسلام.
  1. أصل الباطنية

  2. بداية ظهور الباطنية وأسباب الظهور

  3. دول المذهب الباطني