المادة    
  1. أحوال الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

     المرفق    
    السؤال: عندما ارتد معظم أهل جزيرة العرب عن الإسلام في عهد أبي بكر رضي الله عنه هل هذا إشارة إلى أن إسلامهم في عهد الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان تحت قوة السيف أو لأطماع أخرى، ولم يكن رغبة في الإسلام ذاته؟
    الجواب: هم أصناف: منهم من دخل في الإسلام أو أظهر ذلك وهو كاذب، ومنهم من لم يتلق التربية الكافية في أن يكون مؤمناً حقاً، ومنهم من ظنَّ أنَّ المسألة حدث من الأحداث العادية: رجل تغلب ثم مات، ومادام أنه قد مات فإن أمره قد انتهى، فهم أصناف متفاوتة في ذلك، لكن الطابع العام أو العبرة العامة التي يجب أن نأخذها، هي أن الإنسان الذي لم يتلق التربية الإيمانية الكافية هو عرضة للانحراف وأن يرتد إذا وجد المؤثر، فإنه بلا شك أن وجود المجرمين المتنبئين الدجالين ماكان ليظهر لولا أن صدقهم أولئك الذين كانوا حديثي عهد بإسلام، وضعاف الإيمان، ولم يرسخ الإيمان في قلوبهم، كما ذكر الله تعالى ذلك عن الأعراب، فمعظمهم على هذه الشاكلة، بخلاف مكة والمدينة، والبلاد التي كان الإسلام فيها قديماً، كبني عبد القيس فإنها ثبتت لأن الإيمان قد ثبت وتأصل في النفوس.
  2. الطريق الذي يجب أن يسلكه الشاب لمواجهة الأعداء

     المرفق    
    السؤال: لاشك أن أعداء الإسلام يجتهدون في الليل والنهار لهدم هذا الدين، فما الطريق الذي يجب أن يسلكه الشباب المسلم لمواجهة هؤلاء الأعداء؟
    الجواب: قد اختصرنا الإجابة عليه في أمرين:-
    الأول: أن نكون نحن أهلاً لنصر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وذلك بتقوى الله وبطاعته الله، وبالتزام أوامره، وبالتمسك بهدي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسنته، وترك جميع البدع والمعاصي والشركيات، لأن الله تعالى يقول: ((وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً))[آل عمران:120] فإذا صبرنا واتقينا؛ فإن كيد المؤامرات لا يضرنا أبداً -بإذن الله- ولكن إذا لم يكن فينا شيء من ذلك، أو ضعف فينا الصبر والتقوى، فإننا نكون عرضة لذلك.
    والأمر الآخر -كما أشرنا- أن نعرف أعداءنا، وأن نجتهد مثلما يجتهدون ((وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ))[النساء:104] فهم يبذلون الجهود والأموال والتضحيات ليل نهار ومصيرهم إلى النار، فكيف لا يبذلها من مصيره -بإذن الله تعالى- مع إخلاص النية وصدق العمل إلى الجنة، هذا هو المهم.
  3. صحة ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من المشرق يطلع قرن الشيطان

     المرفق    
    السؤال: ورد عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال عن جهة المشرق عندما ذكر أهل الشام واليمن بالخير، قال عن المشرق: هناك قرن الشيطان، هل الذي ورد صحيح، وهل توضحوا لنا ذلك؟
    الجواب: نعم الحديث صحيح { ويطلع من هاهنا قرن الشيطان، وأشار بيده إلى المشرق أو نجد } وفيه دلالة من دلائل النبوة على صدق نبوة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن الإنسان إذا كان في المدينة -كما تعلمون موقعها- وأشار إلى جهة المشرق أو إلى جهة نجد، فإن الفتن تكون من هنالك، فمعنى ذلك أنه الجناح الشرقي من العالم الإسلامي، وأوضح مثال لذلك بلاد الفرس وما حولها، تكون مصدر الفتن للإسلام، وهذه حقيقة، فإن الإنسان إذا قارن ما ظهر من الضلالات، ومن الفرق، ومن الطوائف، ومن الكيد للإسلام من المشرق بما ظهر في المغرب؛ لوجد النسبة ضئيلة جداً لا تكاد تذكر، حتى أن العبيديين الذين حكموا مصر وبلاد المغرب أصل تربيتهم كانت في الكوفة في المشرق، فهذا إشارة إلى أن أعظم من يكيد للإسلام، وسيظل يكيد له إلى قيام الساعة هم أمة المجوس الفرس، إلاّ من هداه الله تبارك وتعالى منهم ودخل في الإسلام، ولو استعرضتم وقرأتم كتب الفرق -أي كتاب من كتب الفرق- كـالملل والنحل، والفرق بين الفرق، والتنبيه والرد وأي كتاب آخر تجدون أن حوالي (80%) أو (90%) من الفرق ظهرت من تلك البلاد بالفعل، فهذا تصديق لما قاله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
  4. تشويه صور الصحابة

     المرفق    
    السؤال: من مؤامرات أعداء الإسلام إدخال الدسائس في التاريخ الإسلامي، وذلك بتشويه حياة الصحابة والتابعين وغيرهم وتصويرهم بأنهم خمارون وعشاق، فحبذا أن تبين لنا قليلاً في هذا الموضوع؟
    الجواب: نعم هذا من أهدافهم؛ لأن القدوة التي يقتدي بها المسلمون ليعودوا إلى دينهم الحق هم هؤلاء الرجال، فإذا تشوّهوا فإنّ القدوة تكون مفقودة، ومالنا نقول شوهوا الصحابة والتابعين، وقد شوهوا سيرة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! انظروا إلى الذين كتبوا عن سيرته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الموجودة في القرآن وهو المصدر الأول لها والسنة الصحيحة، انظروا إلى الذي كتب على هامش السيرة وأدخل في السيرة من اختلاقه المحض، الذي لا وجود له لا في كتب المسلمين ولا اليهود ولا النصارى، وفيه روايات طويلة وحب وغرام وأشياء أخرى، وغيره أيضاً، ماذا كانوا يريدون؟
    ثم جاء بعدهم من يكمل المؤامرة، فيقول: نحول كتاب على هامش السيرة إلى مسلسلات في رمضان، لأن هذا كتاب عظيم والمؤلف قدير ومشهود له، فيزداد البلاء بلاءً، كان الواحد يقرأ أن فلاناً أحب فلانة ويأتي وإذا به يشاهد مشهد حب علني واضح أمامه وباسم سيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فانظروا إلى أي حد يصل الامتهان والاحتقار لهذا الدين ولرسوله العظيم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإلى أي حد تكون غفلتنا! فشوهوا سيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشوهوا تاريخ الصحابة.
    أبو عبيدة أمين هذه الأمة كما نطق بذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يفتح الله على يديه بلاد الشام، يكتبون عليه في كتبهم وفي مسلسلاتهم أنه فتح بلاد الشام عن طريق العشق والحب!! الذي وقع بينه وبين بنت هرقل، أمين هذه الأمة عاشق خائن، فبالله من هو الأمين فينا إذاً؟!
    هل فينا إذاً أحد أمين؟!
    إذا كان أميننا بهذا الشكل؟!
    وهكذا يريدون أن يشوهوا خالد بن الوليد، كما كتبوا: يقاتل المرتدين لأن مالك بن نويرة لديه زوجة جميلة ويريد أن يتزوجها، وفي معركة واحدة تكسرن عشرة سيوف في يد خالد بن الوليد أمام الفرس، وشهد لهم بأنه مارأى أمة أقوى منهم.
    ووصل إلى المدينة من سبايا الأمم ما عجز الناس عنها، حتى أصبحت أجمل بنات الفرس والروم من بنات الملوك تباع بدينار وبدينارين، فهل هؤلاء ناس يريدون الشهوات؟!
    يتركون هذا البيع المعروض ويذهبون إلى تلك البلاد، ويموتون على أسوار القسطنطينية وعلى حدود الصين وفي الأندلس وهدفهم البنات -سبحان الله!- ولو قيل لأحد منا -وعلى ما في إيماننا من ضعف وعلى ما فينا من ذنوب- أن هدفك من هذا العمل بنت تراها وتحبها، والله لا يرضى، وسيغضب ويقاتل، ويطالب بحقه، وكلنا لا نرضى بهذا، ويكتب عن أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويبرمج ويوضح علانية عنهم أو عمن بعدهم ولا نكاد نتأثر -سبحان الله!- هذا دليل من الأدلة على الحال التي وصلت إليه هذه الأمة.
  5. سبب حقد أعداء الإسلام على الإسلام

     المرفق    
    السؤال: لماذا هؤلاء الحاقدون على الإسلام يريدون تدمير هذا الإسلام الحنيف؟
    الجواب: الشرك يريد أن يدمر التوحيد، والبدعة تريد أن تدمر السنة، والمعصية تريد أن تدمر الطاعة، والشيطان يريد أن يدمر الإنسان التقي النقي الصالح، فكيف لا يقع هذا العداء، ولم نعجب منه؟!
    ((وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ))[البقرة:36] فهذا الشيطان، وهؤلاء أذنابه وأذياله وأتباعه، فهم أعداء حسب السنة الكونية التي جعلها الله تبارك وتعالى حينما أهبطهم منها جميعاً -أي الشيطان وآدم عليه السلام- فإن العداوة لا بد أن تستمر، وكيف لا يعادينا اليهود وقد قتلوا وطردوا من بلاد الإسلام؟!
    كيف لا يعادينا المجوس وقد دخل المسلمون بلادهم، وهدموا عروشهم، ودمروا دينهم، واحتلوا كافة ممتلكاتهم؟!
    كيف لا يعادينا النصارى ونحن نعبد الله، وهم يعبدون المسيح، ويعبدون الصليب، وقد دخل أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعز وأعظم ممتلكاتهم، وهي الشام ومصر وشمالأفريقيا، وأخذوها وغزوهم في عقر دارهم؟
    هذه سنة الحياة، ولا بد من الصراع بين الحق والباطل، حتى وإن تهاونّا نحن غزونا في عقر دورنا، فلا غرابة إذاً في هذه العداوة.
  6. الحديث على كتاب منهاج السنة النبوية

     المرفق    
    السؤال: سؤال عن كتاب منهاج السنة النبوية؟
    الجواب: منهاج السنة النبوية كتاب ألفه شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية رحمه الله وجدير بكل مسلم من أمثالكم أن يشتريه، وقد طبع سابقاً في أربعة أجزاء في مجلدين، وعلى حاشيته جزء من كتاب درء التعارض، وقد طبع مؤخراً الكتاب بتحقيق محمد رشاد سالم في تسعة مجلدات، وكل من كتب عن الروافض فإنّه عالة على هذا الكتاب، وفي الكتاب تحقيق للأحاديث وللقضايا التاريخية، وتمحيص للقضايا الفقهية التي يعارض فيها أولئك، وأيضاً فيه بحوث عميقة وأصيلة، في كل قضية تعرّض لها أولئك، وهذا من نعمة الله على هذه الأمة أن هيأ لهم مثل هذا الرجل وأن ألف مثل هذا الكتاب.
    وأصل قصة هذا الكتاب أن أحد ملوك التتار أراد أن يدخل في الإسلام وكان نصرانياً، لأن دينهم لا يقبله العقل، فتقدم إليه أحد الروافض ويدعى ابن مطهر الحلي، والذي يسميه علماء الجرح والتعديل ابن منجس لأنه أبعد شيء عن الطهارة، فكتب كتاباً من خمسين صفحة تقريباً عنوانه منهاج الكرامة جاء فيه بأدلة وبراهين على أن دين الرافضة أفضل الأديان، من أجل أن يدخل هذا الملك في دين الرافضة، فجاءه شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية يرد عليه ويقول: قال الرافضي: البرهان الأول ويمسك على هذه الكلمة -أحياناً- مائة صفحة على سطرين أو ثلاثة، وينقدها نقداً أحياناً من ثلاثين أو عشرين وجهاً، أو أكثر من الوجوه العقلية، بحيث لو قرأها يهودي أونصراني أو مشرك بعيد كل البعد عن السنة والشيعة، لكنه عاقل منصف، لأيقن أن هؤلاء أهل السنة على حق أبلج واضح، وأن الروافض على فساد وعلى ظلام وضلال، وهذا من فضل الله أنه قيض سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هذا الكتاب، حتى أنه أثار عليه حسد الحاسدين، مثل السبكي -غفر الله له وكان من العلماء الكبار- أثار حسده هذا الكتاب على شَيْخ الإِسْلامِ، وقال: إن الرافضة لا يحتاجون إلى أن يرد عليهم، وما استطاع أن يقول شيئاً -تقريباً- لأن الرفض مشهور ومعروف أنه باطل، والناس في غنيةٍ عن رد مذهبهم..إلخ.
  7. من مؤلف كتاب البداية والنهاية

     المرفق    
    السؤال: سؤال عن كتاب البداية والنهاية؟
    الجواب: الكتاب لـابن كثير، وهو كتاب معروف في التاريخ.
  8. التسمية بعصر الانحطاط

     المرفق    
    السؤال: نحن نسمع عن عصر الانحطاط، وفي هذا العصر ظهر شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية ، وظهرت الحركات الإصلاحية،فما رأيك في هذه التسمية؟
    الجواب: الأمة الإسلامية -بلا شك- مرت بعصور انحطاط، ومنها عصرنا هذا الذي نعيش فيه، لكن الحقيقة التي نقولها نحن ونؤكد عليها: إن كل عصر انحطاط فيه حركة تجديد وفيه دعوة، وهذا فضل من الله لأن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وهو الذي لا ينطق عن الهوى- صح عنه من طرق عديدة عن عدد من الصحابة أنه قال: {لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين} وفي رواية: {يقاتلون على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله} والمقصود بأمر الله ما وضحته الروايات الأخرى أنه الريح الطيبة التي تأتي قبيل قيام الساعة فتقبض أرواح المؤمنين، ثم يبقى الأشرار وعليهم تقوم الساعة.
    فلا ضير أن نقول: عصور انحطاط، ولكن نقول: ولله الحمد كلما انحطت هذه الأمة فإن الله يبعث من يجدد لها دينها، أما الإسلام في ذاته فلا ينحط أبداً، ولم ولن ينحط، ولن يستطيع أحد أن يحط من شأنه، لأنه دين الله عز وجل وأي أمة أو دولة تقوم بهذا الدين فإن الله ينصرها ويظهرها، فإن تخلّت عنه فإنه يستبدل قوماً غيرها ثم لا يكونوا أمثالها، أظهر الله تعالى صلاح الدين وأسرته بعد أن كانوا لا قيمة لهم تذكر، وبهذا الدين اعتلوا، ولما جاهد العثمانيون أظهرهم الله عز وجل، وتعلمون كيف بلغ ملكهم.
    أيضاً لما عاهد محمد بن سعود -رحمه الله- الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- على دعوة التوحيد، انظروا كم كان من الأمراء في ذلك العصر موجوداً، وكم كان من حكام، وكم كان من قبائل، وكان محمد بن سعود أميراً على الدرعية فقط، ولا أحد يعرف عنها شيئاً، وليست إلا قرية صغيرة، ولما قامت هذه الإمارة الصغيرة على التوحيد، انظروا كيف ظهر الملك لهذه الأسرة!
    وهكذا كل من قام على التوحيد فهو مؤيد منصور، والأمة الإسلامية إذا هي تخلت عن التوحيد، وعن العمل بالكتاب والسنة، فإنها تنحط؛ فيستبدل الله قوماً غيرها، فهذه سنّة جعلها الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن من نصر هذا الدين فإن الله ينصره، كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إن الله ليرفع بهذا الدين أقواماً ويضع به آخرين} فبحسب التمسك به يرتفع الناس.
    كان خلفاء بني أمية يحكمون العالم تقريباً، وبقية ملوك العالم يعطونهم الجزية، وكان الناس -أيضاً- يعظمون العلم والعلماء، فحج عبد الملك بن مروان وهو ملك الدنيا في عصره ومعه أولاده وحشمه وحاشيته، ومروا في موسم الحج وإذا بزحام شديد وعظيم، فتعجبوا من هذا الأمر! ومن هذا الرجل الذي يزدحم عليه الناس! وإذا به عطاء بن أبي رباح من التابعين قال عنه ابن كثير: كان عبداً أسوداً نوبياً أعمى أقطع، أوصاف كل واحدة منها كافية لكي ينفر منه الناس، وأيضاً كان هذا في عهد أواخر الصحابة، وفي حياة بعض الصحابة، ويكون بهذه الهالة وهذا الاجتماع العظيم وهذا الزحام الشديد على هذا الرجل؛ لأنه عالم أظهره الله {يرفع الله بهذا الدين أقواماً ويضع به آخرين} فهذا الدين وضع أبا جهل وغيره من كفار قريش، ورفع هذا العبد الأسود النوبي الأعمى الأقطع، ورفعه حتى حسده الوليد بن عبد الملك، فقال: يا أبتاه ما هذا؟
    قال: يا بني هذا هو الملك، لا ما نحن فيه، فإن من حولي وحولك لولا الملك ما اجتمعوا، وأما هذا فإنهم يأتونه راغبين.
    المقصود أن هذا الدين يرفع الله تعالى من تمسك به مهما كان، ومن تركه وتجافى عنه أذله الله -مهما كان-.
  9. حكم إحراق الإمام علي للروافض

     المرفق    
    السؤال: أرجو أن توضحوا لنا كيف قام الخليفة الراشد علي بن أبي طالب بحرق أولئك الروافض، مع أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الحرق بالنار؟
    الجواب: نعم، لو رجعت إلى صحيح البخاري لوجدت أن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- على فقهه وعلمه اعترض على ذلك، وهو لم يعترض على معاقبتهم لأن عقوبتهم بلا شك يجب أن تكون بأعظم عقوبة -وهي القتل- لكن قال: لو كنت أنا لقتلتهم ولما حرقتهم، لأن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يعذب بالنار.
    ومن الناحية الفقهية البحتة -لا شك- أن ما ذهب إليه عبد الله بن عباس هو الأرجح وهو الصحيح، فالذي يُفعل بهؤلاء الناس ليس الحرق وإنما هو القتل، فلا حرق ولا تعذيب بالنار في الإسلام.
    لكن لله في ذلك حكمة، وهذا أمر واجتهاد قد وقع، ومن خليفة راشد، حتى يبقى المسلمون يتذكرون هذه القضية أنه في الإسلام -تقريباً- ما أحرق إلا هؤلاء الناس، ويقال أن الفجاءة أُحرق -الذي كان يعمل عمل قوم لوط- لكن هذه قضية مشهودة، مرئية، متواترة، لماذا أحرقهم؟!
    هل لأنهم قالوا: نحن نقاتلك! هل لأنهم كفروه؟!
    لا، لأنهم قالوا: أنت الله!! من شدة تعلقهم به، وهذا هو الذي يفعله هؤلاء الطائفة إلى اليوم، حتى يبقى في ذاكرة الأمة الإسلامية أنه قد يبلغ بالإنسان من شدة ما يرى من استحقاقهم للعذاب والألم، أنه قد يتجاوز الحد الراجح إلى الحد المرجوح أو غير الراجح، والموضوع من الناحية الفقهية فيه كلام.
  10. حل مشكلة امتلاء المكتبات بالغث والسمين

     المرفق    
    السؤال: المكتبات مليئة بالغث من الكتب الغير النافعة لذلك تجد الشباب في حيرة في اختيار الجيد والمفيد، ما هو الحل لهذه المشكلة من تنظيف المكتبات من الغث والكتب الضارة؟
    الجواب: الحقيقة أن أزمة الفكر والثقافة في الأمة الإسلامية أزمة رهيبة، هناك الآن غزو رهيب غير الكتب، وهي تتمثل في المجلات الفاسدة التي تتاجر بالصور الخليعة -وهذه مع الأسف- لم تعد مقصورة على المكتبات بل غزت جميع الدكاكين، الآن حتى البقالات موجودة فيها، ونخشى أننا لو سكتنا واستمر هؤلاء الناس أن يبيعوها في كل متجر وفي كل مكان، ولاشك أن لهم من وراء ذلك غرض لولم يكن منه إلا الربح المادي لكفاهم، وذلك أنك تأتي -مثلاً- بمائة نسخة من أي مجلة خبيثة في بقالة صغيرة، فتباع جميعاً في يومين أو ثلاثة أيام، وهذا شيء عجيب!! أموال الأمة تذهب في هذا الهراء، فهذا هو الجانب الأول الذي يمسخ الأخلاق والفضيلة في المجتمع.
    والجانب الثاني على المستوى الفكري البحت: أن المكتبات الآن تمتلئ بالكتب وبالمؤلفات ولكنها غثة.
    والحقيقة أن انتشار الكتب الغثة يعود إلى أمرين:
    1- ضعف المستوى العلمي عند الأمة، حتى أصبحت الأمة تقرأ الغث والسمين أياً كان، والنقد ضعف، فلا يوجد علماء نقاد، بل على العكس الآن لو أن أحداً كتب كتاباً فنقده آخر، لقالوا: هذا ما ينبغي، هذا تشويه، وهذا الكلام غير صحيح، فإن هذا أمر ينبغي علينا فعله، فلولا النقد لما توجهت الحركة العلمية والثقافية التوجه الصحيح، فهذا هو الأمر الأول.
    2- أن الناس أصبحوا يشترون أي شيء.
    وفي هذه المناسبة أنا أتعجب أنني أقرأ في الملاحق الأدبية دائماً أن الكتاب السعودي في أزمة والكتاب السعودي لماذا لا يكون عالمياً، والكتاب السعودي كذا، أنا أتعجب من هذا الكلام!! حقيقة أقول: هل هذا الكلام صحيح؟ إذا اعتبرنا الكتاب السعودي هو ما يكتبه الشعراء السعوديون والقصة القصيرة التي يكتبها الشباب الصغار، فصحيح أنها ليست رائجة ولا تملك الرواج العالمي، لكن كتب الخير رائجة -والحمد لله- خذوا كتب ورسائل الشيخ عبد العزيز بن باز وقد ترجمت إلى جميع لغات العالم، وهي موجودة في كل بيت مسلم الآن تقريباً فكيف تقول: أن الكتاب السعودي ليس منتشراً.
    نحن في ذهننا أن الثقافة مفصولة عن الدين، فلهذا نتحسر أنه تقام معارض في خارج المملكة، والكتاب السعودي ليس موجوداً بينما تجد في هذه المعارض أنه لا يمكن أن يقام معرض داخل المملكة أو خارجها إلا وعلماء هذه البلاد موجوده كتبهم فيها، والآن كما يقول بعض الإخوة: نادراً أن تجد مثقفاً في العالم الإسلامي -مثلاً- لا يوجد لديه كتاب التوحيد وكتاب فتح المجيد وأحد شروح كتاب التوحيد التي كتبها العلماء مثل الشيخ عبد الرحمن بن سعدي أو أمثاله.