المادة كاملة    
إن المرأة هي عماد المجتمع، وهي الركن الأساسي في بنائه وتقوية أركانه من الطامات البشرية، فالأم مدرسة وهي مرتبة تنشئ الجيل الصالح الذي يرفع مكانة أمته. ولما علم أعداء الله وأعداء دينه بذلك -ولعدم استطاعتهم إبادة المسلمين من الناحية العسكرية- سعوا إلى إفساد المرأة، ودعوها إلى الخروج للعمل، والانشغال عن التربية المنزلية نجحوا في ذلك وغزونا في عقر دورنا. فالواجب على المرأة البقاء في البيت، وإصلاح النشء؛ لإحباط مخططات الأعداء.
  1. كيد الكافرين للمؤمنين سنة كونية لا تتغير

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه.
    أما بعد:
    يقول الله تعالى: ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ))[البقرة:120] ويقول جل شأنه: ((وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا))[البقرة:217] ويقول تبارك وتعالى: ((وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً))[النساء:89] فعداوة أهل الكتاب من اليهود عباد العجل، ومن النصارى عباد الصليب، وعداوة المنافقين المندسين في هذه الأمة مما لا يخفى على من تدبر كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
    هذه العداوة الحاقدة الآثمة مرجعها إلى أن الشيطان يؤز أولياءه أزاً، ويدفعهم لمحاربة الحق دفعاً، فالباطل يكره الحق ويترصد له، حتى وإن غفل أهل الحق أو تعاموا عن عداوة الباطل، والشيطان وأعوانه يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً، ولا يكفون لحظةً واحدة عن الكيد لهذا الدين وأهله، بكل ما يستطيعون من الوسائل.
    وإن من أعظم الكيد ما تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم، حيث تعاون عليه المشركون واليهود، ثم النصارى والفرس والروم فيما بعد، تعاونوا جميعاً على السعي في طمس دين الله تبارك وتعالى، وعلى إفساد الأمة الإسلامية وإخراجها من دينها الرباني العظيم، ولا تزال هذه المعركة قائمةً إلى قيام الساعة، وحتى يغزونا الروم بين يدي الساعة في ثمانين راية، تحت كل راية ثمانون ألفاً.
    والمعركة بين الحق والباطل لا تزال مستمرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لكنها فيما مضى كانت تتخذ صورة المواجهات العسكرية، حيث كان أعداء الله يظنون أن هذه الأمة هي حدث تاريخي مثل الأحداث التاريخية التي تظهر ثم تنقضي، وأن حالها كحال دول وحضارات قامت ثم انقرضت وبادت، ولكن الحقيقة الكبرى التي صدمتهم صدمةً رهيبة، هي استمرار هذا الدين، الذي تكفل الله تبارك وتعالى بحفظه وحمايته، وإظهاره على الدين كله ولو كره المشركون، ولو كره الكافرون، مما جعلهم بعد ذلك يفكرون في وسائل أخرى للحرب والغزو.
    وبالرغم من أن المعركة لم تهدأ على جميع الجوانب، إلا أن أول تنظير حقيقي لموضوع الحرب غير العسكرية على الإسلام، هو ما كتبه لويس التاسع، ذلك القائد الصليبي الذي كان حاكماً لـفرنسا، وقاد حملة صليبية على بلاد الإسلام، وهُزم وأسر، مما دفعه وقومه إلى التساؤل عن سبب هزيمتهم الدائمة أمام المسلمين، قائلين: لماذا تكون النتيجة خاسرةً دائماً إذا واجهت جيوش الصليب جيوش التوحيد؟! ففكروا وقدروا، فوجدوا أن الأمر عائد إلى التمسك بهذا الدين.
    إن سبب انتصار المسلمين هو تمسكهم بدينهم، كما قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: [ألا عمل صالح قبل الغزو! فإنكم إنما تنصرون بأعمالكم] وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لـسعد بن أبي وقاص: [اتق الله ومن معك من المسلمين، فإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله وبطاعتهم له، فإذا استوينا نحن وهم في المعصية كان الفضل لهم علينا في القوة].
    عند ذلك كتب لويس التاسع وصيته التي ملخصها وموجزها أنه لابد للقضاء على أمة الإسلام من هدمها من الداخل، وإبعادها عن دينها، وتنحيته عن واقعها.
    ولنتجاوز الأحداث والقرون لننتقل إلى العصر الحديث الذي تجسد فيه تطبيق هذه الوصية، والمتمثل في الغزو الاستعماري الذي تعرضت له الأمة الإسلامية، مع ما صاحبه من غزو فكري على مستويات ومجالات كثيرة.
    1. المحاور التي تدور عليها حرب الكافرين للمؤمنين

      وإذا أردنا أن نؤصل المحاور الكبرى التي دارت عليها معركة أعداء الله تبارك وتعالى وخططهم لإخراج هذه الأمة من دينها، فإننا نجد أنها ثلاثة محاور: المحور الأول: تنحية الشريعة عن الحكم، أي: إقصاء شريعة الله تبارك وتعالى عن الحكم في أمور المسلمين، ليتحاكموا بعد ذلك إلى الطاغوت؛ فإذا تحاكموا إلى الطواغيت وإلى القوانين الوضعية، فقد فقدوا أعظم ما يميزهم عن الأمم، وفي الإمكان بعد ذلك أن يتخلل مجتمعهم أية ضلالة وأية نحلة وعقيدة. المحور الثاني: هو تفكيك المجتمع المسلم وإفساده عن طريق إفساد المرأة المسلمة، مربية الأجيال، التي إذا فسدت فسدت الأمة كلها. المحور الثالث: هدم اللغة العربية، بإحلال اللهجات المحلية العامية محلها، لكيلا يتذوق المسلمون القرآن ولا يفهموه، ولا يرجعوا إليه. على هذه الثلاثة المحاور تدور تلك المعركة، وتدور تلك الخطة، ويهمنا منها الآن الحديث عن المحور الثاني، وهو ما يتعلق بقضية المرأة. فما هي أبعاد المؤامرة على المرأة المسلمة؟
  2. المؤامرة على المرأة المسلمة .. عرض تاريخي

    لقد تعرضت الأمة الإسلامية للغزو الصليبي كما أشرنا، وجاء أولئك الفرنجة الذين ليس فيهم من صفات الإنسانية والرجولة ما يرفعهم عن مستوى الحيوان، فعجب المسلمون لما رأوا الفرنجة وقد جاءوا بنسائهم كاسيات عاريات، ورأوا فيهم من الدياثة ومن التفريط في العرض ما سجلوه وسطروه، كما كتب ذلك -على سبيل المثال- أسامة بن منقذ في سيرته الذاتية التي سماها: الاعتبار .
    وعلى الرغم من أن الصليبيين قد هزموا المسلمين واحتلوا بلادهم، إلا أن المسلمين كانوا يسخرون بالصليبيين سخريةً مرّة لدياثتهم، وبروز نسائهم وتكشفهن بهذا الشكل الذي رأوه وسطروه في كتبهم.
    ولكن الذي حدث أن حملة صليبية أخرى -وهي التي تسمى حملة نابليون بونابرت- حدثت بعد ذلك بقرون -في العصر الحديث- وكثير من الكتاب والمؤلفين الذين تم غزوهم فكرياً يجعلون قدوم هذه الحملة هي بداية تاريخنا الحديث، مع أن بداية تاريخنا الحديث كانت في بروز دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، فهي البداية الحقيقية للعصر الحديث.
    المهم أن حملة نابليون جاءت ومعها التبرج والتفرنج والدياثة والانحطاط، ولكن نظرة المسلمين اختلفت في هذه المرة! عن نظرتهم للحملات السابقة، فأخذوا ينظرون بشيء من الإعجاب إلى هؤلاء الذين جاءوا ومعهم مقومات الحضارة الغربية التي كانوا قد وصلوا إليها في ذلك الوقت، وأعجبوا بما لديهم من آلات، وما لديهم من وسائل، وأعماهم ذلك عن التركيز على الدياثة والانحطاط الخلقي الذي رأوه.
    ويشير المؤرخ المسلم الجبرتي إلى أحداث وقعت في أثناء تلك الحملة، وكيف انبهر كثير من المسلمات بالنساء الكافرات وتشبهن بهن وتزيين بزيهن.
    وظل الأمر قضية محدودة، ولكن أعداء الله كانوا يدرسون الخطة بإحكام وإمعان... إلى أن جاء الاحتلال الإنجليزي لـمصر، وكان من قادة الانجليز الذين تولوا على مصر اللورد كرومر، وهو رجل مشهور بخططه ومؤامراته على هذه الأمة.
    في ذلك الوقت ابتدأت القضية التي سميت فيما بعد قضية المرأة، حين ظهر كاتب قبطي نصراني يدعى مرقص فهمي، فكتب كتاباً سماه : المرأة في الشرق، في نفس الوقت الذي ظهر فيه هذا الكتاب -والذي دعا فيه إلى الإباحية وإلى التحلل من أخلاق الإسلام وأحكامه كان هناك العمل الذي يديره اللورد كرومر في صالون إحدى السيدات المتفرنجات، حيث كان ذلك الصالون يضم نخبةً ولفيفاً من قادة الفكر، وقادة السياسة، ومن ذلك الصالون خرجت فكرة أخرى، وهي: أن كتاب مرقص فهمي لم يؤد الدور المطلوب؛ لأنه قبطي نصراني، والأمة الإسلامية لا تثق في أن تأخذ دينها عن النصارى؛ فكان أن خرج كاتب منتسب إلى الإسلام وهو قاسم أمين بكتابه: تحرير المرأة، وأعانه على ذلك -كما ثبت تاريخياً- من كان يستضيفهم ذلك النادي، ومنهم الشيخ محمد عبده وغيره؛ أعانوه على نشر فكرة هي في ذاتها صغرى بالنسبة لما بعدها، ولكنها البداية التي تبدأ منها المؤامرة في كل مكان وفي كل بلد، وهي: أنه لا يجب على المرأة أن تغطي وجهها، فقد قالوا: إنّ تغطية الوجه هي عادة من العادات التي ورثها المسلمون عن الفرس أو الترك، وليست من الدين في شيء، فكان هذا هو مضمون كتاب تحرير المرأة .
    وبعد سنوات كتب قاسم أمين كتاباً آخر أسماه: المرأة الجديدة، وفي هذا الكتاب قال بصراحة وبعلانية وبوضوح: إنه لابد للمرأة المسلمة أن تقلد النساء الغربيات في كل أمورها.
    وقد واكب ذلك أن بعض الصحفيين النصارى الذين كانوا يعيشون في بلاد الشام والذين كانوا قد تعرضوا للأذى من الحكومة التركية نتيجة جهودهم التنصيرية ومؤامراتهم الخبيثة هاجروا إلى مصر، وأسسوا مجلات وصحفاً، فظهرت عند ذلك الصحف الأولى التي تتحدث بوضوح وصراحة عن المرأة وقضية المرأة ودور المرأة على يد أولئك النصارى، فكانت القضية مخططاً لها من جميع الجهات ومن جميع الوجوه.
    ثم كانت الثورة المصرية عام (1919م) وقيل للمرأة: لابد أن تشاركي في تلك الثورة؛ فخرجت وشاركت في المظاهرات، وكانت بذلك تعطي المبرر الذي أراده المخططون وهو: أن المرأة تشارك في تحرير الوطن، وتشارك في مقاومة العدو المحتل وإخراجه، فلماذا تبقى مظلومة مهدرة الحقوق؟! ولماذا لا تكون على قدم المساواة مع الرجل؟!
    وخرجت نتيجة لذلك مظاهرات نسائية، واجتمعن في ميدان عام، وخرجت التي تولت كبر هذا الموضوع وهي المدعوة هدى الشعراوي، وخلعت الحجاب وأحرقته في الميدان أمام المتظاهرات، وأمام الزعيم سعد زغلول .
    ومنذ ذلك الحين -والتاريخ ليس ببعيد- بدأت المرأة المسلمة تكشف عن وجهها، وبدأت المؤامرة تحكم أنشوطتها وأحبولتها على تلك البلاد ومن ثم تنتقل إلى كل مكان.
    إن أعداء الله إنما ركزوا جهودهم على مصر لأنها زعيمة العالم الإسلامي حضارياً وثقافياً في تلك الفترة، ولذلك علموا أنه بالقضاء على أخلاقها سوف يصدَّر ذلك الفساد إلى بقية أجزاء الوطن الإسلامي الكبير.
    ولما أن قامت هذه الحركة وصارت لها صحف، وصارت لها منتديات وخطباء، وقام من يروج لها من الزعماء والمفكرين -كما يسمون- اضطروا إلى استحداث ما سموه الأحزاب النسائية، ولم تكن في ذلك الوقت تسمى جمعيات نسائية، وإنما سموها الأحزاب النسائية -ثم رأوا فيما بعد أن هذا الاسم يثير الانتباه، والأفضل أن تسمى جمعيات- فأنشئت الأحزاب النسائية مثل: حزب بنت النيل، والحزب النسائي، وغير ذلك من الأحزاب.
    وهذه الأحزاب تم ضمها فيما بعد إلى الاتحاد النسائي الدولي، ومن ذلك التبعية للاتحادات النسائية الإنجليزية، وكانت إحدى الوزيرات الإنجليزيات هي التي جاءت إلى مصر ونظمت تلك الأحزاب، وأعلنت تأييدها لها ووقوف المرأة الإنجليزية مع أختها -كما قالت- المصرية من أجل تحقيق حريتها وانطلاقتها.
    ثم تولى الموضوع مع إطلالة الحرب العالمية الثانية وكانت أمريكا تريد أن تتزعم العالم، وبدأت شمس بريطانيا في الأفول- زوجة الرئيس روزفلت، -وكان في ذلك الوقت رئيساً لأمريكا- فتولت هي بنفسها كبر التخطيط للأحزاب النسائية والتمويل لها.
    ويقدر الله تعالى أن تختلف الأحزاب السياسية فيما بينها، وكل حزب نسائي يتبع حزباً سياسياً، وإذا ببعضها يفضح بعضاً، وإذا بالصحف السياسية كل منها ينشر الوثائق التي تثبت أن الأحزاب النسائية تمول عن طريق السفارتين: البريطانية والأمريكية، وأن زوجة روزفلت تقف وراء ذلك كله.
    ولكن الله عز وجل توعد هؤلاء بعذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة حين قال: ((إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ))[النور:19] وممن أصابها هذا العذاب الأليم ومازالت على قيد الحياة أمينة السعيد، فقد قرأت لها ما يدل على حسرتها حيال النتائج المخيبة التي تحققت بعد كل ما بذلوه، فتقول: بعد المجد الذي بنيناه، وبعد التضحيات التي بذلتها المرأة المصرية نرى الآن (30%) من بنات الجامعة محجبات فضلاً عن اللاتي تركن الجامعة.. ما هذه الانتكاسة؟! ما هذه الردة والرجعية الجديدة التي بدأت الآن؟!
    فقلت: صدق الله العظيم: ((لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا))[النور:19] يعذبهم الله بفشل مخططاتهم، وفي الآخرة، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى.
    هؤلاء الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، خططوا وسيطروا على مجالات كثيرة في شتى بقاع العالم الإسلامي؛ خططوا للمرأة المتحضرة الجامعية أو المثقفة، وخططوا للمرأة الريفية أو القبلية ببرامج تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة، وبالجمعيات والأحزاب التي تنتشر فروعها في تلك المناطق، وبالمراكز الاجتماعية وأمثالها مما دخل به أعداء الله إلى بلاد المسلمين.
    وخططوا على مستوى الأدب والشعر، فنشروا الدواوين الماجنة، والأفكار الخبيثة، والكتب الهدامة، وتولى كثير من الشعراء إثارة موضوعات وقضايا المرأة: مثل جميل الزهاوي ومثل الرصافي، ومثل ولي الدين يكن، ومثل الطاهر الحداد في تونس، وغيرهم من الشعراء الذين إذا قرأنا دواوينهم نجد أنهم وضعوا فيها قسماً خاصاً سموه: النسائيات.
    ثم تطور الأمر إلى أن يكون هناك شعراء وكتاب متخصصون في فن الدعارة، ومتخصصون في إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، وفي محاربة الله ورسوله، وفي النيل من عرض المرأة المسلمة، وعفافها، وفي استئصال غيرة المرأة المسلمة وغيرة الرجل المسلم، وقالوا: لابد أن تنشأ صحافة نسائية، وأحزاب نسائية، ونقابات نسائية في طول العالم الإسلامي وعرضه.
  3. أهداف المؤامرة على المرأة المسلمة

    إن أهداف أعداء الله من وراء تركيزهم على قضايا المرأة لا تخفى على عاقل وقد تم لهم تحقيق كثير منها، وما زالوا يطمعون في المزيد، وهذه الأهداف ممكن أن نحملها فيما يلي:
    1. تفتيت المجتمع المسلم وتمزيقه

      الهدف الأول: تفتيت المجتمع المسلم وتحطيمه وتمزيقه، وإذا مزقوه وحطموه بقي لهم وجودهم، وبقيت لهم مراكزهم، وبقيت لهم سيطرتهم عليه، كما قال أحد وزراء فرنسا وكتابها: إن الذي هزم فرنسا في الجزائر هي المرأة المسلمة المحجبة، فلابد من أخذ العبرة، ولابد من إفساد المرأة المسلمة -هكذا قالوا جميعاً- لكي تبقى السيطرة الخفية للمستعمر بعد رحيل جيوشه التي كانت تمثل الاستعمار الظاهر المكشوف.
      وتفتيت المجتمع المسلم يكون بجعل المرأة فيه تحارب الرجل، والطلاب يحاربون الجامعة، والعمال يحاربون أصحاب رءوس الأموال وأصحاب الشركات، والسلطة تحارب الشعب، ففرقوا المجتمعات الإسلامية حتى تشابه مثيلاتها من المجتمعات الغربية.
      فالمجتمعات الغربية ليس لديها شريعة تحتكم إليها، وليس لديها شرع ينظم أمورها فيعرف الحاكم مسئوليته، ويعرف التاجر واجبه، وكذلك العامل والطالب والمرأة والرجل، وكل إنسان يعرف ما له وما عليه، وإذا وقع ظلم أو حيف أو جور، فبحكم هذا الشرع يظهر مَن الظالمُ ومَن المظلومُ، أما الغرب فليس لديهم ذلك، وهذا من خصائص هذه الأمة ولله الحمد، فنحن الأمة التي تمتلك الشريعة الربانية الخالدة التي تنصف المظلوم ممن ظلمه.
      أما أولئك فليس عندهم شيء من ذلك، ولهذا لابد من هذه التكتلات، ولابد من هذه التجمعات والاتحادات والنقابات، وما إلى ذلك من الأسماء، وهي أسماء وتكتلات غريبة على مجتمعنا، وعلى أمتنا الإسلامية، فقالوا: لابد أن يكون للمرأة تجمعات وتكتلات تطالب بحقها..
      فممن يريدون للمرأة أن تأخذ حقها؟!
      ومن هو العدو الذي تحاربه المرأة؟
      ومن هو الخصم الذي تسعى المرأة إلى إثبات وجودها أمامه؟! هل هو الأخ.. الزوج.. الأب؟!
      فالمرأة في كل بيت لا تتعامل مع الرجل إلا ضمن هذا النطاق، فإما أن يكون هذا الرجل أخاً لها أو أباً أو زوجاً أو ما إلى ذلك، فكيف تنشأ العداوة بين الأخ والأخت وبين الأب وابنته وبين الزوج وزوجه، فتشتعل نار العداوة، فلا تجد الزوجة من يطالب بحقها، إلا أن تنضم إلى تلك الاتحادات والنقابات النسائية، ولا تجد البنت من ينصفها من أبيها إذا زوّجها بمن لا تريد إلا أن تلجأ إلى الصحافة النسائية والاتحادات النسائية؟!
      سبحان الله! هذه أمور غريبة على المجتمع المسلم الذي تسوده الألفة والمحبة والتعاون، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر، ونصر المظلوم، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
      إن المرأة المسلمة إذا خرجت وطالبت هي بحقها ضاعت وضاع حقها، ولكن الله سبحانه وتعالى جعل لها من يحميها، وجعل لها من يأخذ لها حقها، حتى ولو كان الظالم لها أباها؛ فإن الله سبحانه وتعالى أعطاها الوسيلة لتأخذ حقها منه، ولكنهم يريدون أن يفتتوا المجتمع المسلم، وأن يمزقوه، وأن يدمروه بهذه الطريقة.
    2. تدمير الأمة الإسلامية والقضاء عليها

      الهدف الثاني: تدمير هذه الأمة، والقضاء على وجودها، وإعلان الحرب عليها وإبادتها بطريقة لا تثير الانتباه كما كان في الماضي.
      وهنا لابد أن نستطرد قليلاً لننظر إلى حال المجتمعات الغربية، وما تعرضت له من احتمال الانقراض، بل من حتمية الانقراض والانحطاط بسبب خروج المرأة، وعملها، والدفع بها إلى معترك الحياة.
      وكثير من الدول.. اجتمع مفكروها، وأعضاء برلماناتها، وأدباؤها، وأجمعوا على أن خروج المرأة من البيت هو مما يعجل بتقويض أركان الأمة، وهدمها وتدميرها بشرياً.
      ولا يخفى على أحد أن الطاقة البشرية هي أقوى قوة لدى أي أمة من الأمم، ففي روسيا -الدولة الشيوعية المعروفة- تعطى المرأة التي تنجب عشرة أطفال وساماً تحمله على صدرها تباهي به في كل مكان.. وسام البطولة القومية! لهذه البطلة القومية التي أنجبت للمجتمع عشرةً من العمال!
      وفي بريطانيا وفرنسا وغيرها خطط متواصلة للإكثار من النسل؛ لأنه قد تبين أن عدد الوفيات في تلك المجتمعات أكثر من عدد المواليد، وهذا يؤدي إلى تناقض أعداد هذه المجتمعات، بحيث يصبح العالم الغربي أقليةً بين الشعوب لا قيمة لها في العالم، ومن ثم ينذر بانقراضهم.
      وإيطاليا -وهي من أكبر الدول الأوروبية- تعطي إعانات لكل مولود يولد، وتشجع على الزواج، وعلى الإكثار من النسل نتيجة لذلك.
      ولا نريد الاستطراد في ذكر هذه الأمثلة، ولكننا في الجملة نشير إلى أن العالم الغربي قد فطن إلى أن خروج المرأة للعمل من أسباب وموجبات تدهور حضارته وانحطاطها؛ لأنها غالباً لا تتزوج ولا تنجب؛ مما يؤدي إلى انقراض الأمة حتماً حسب الإحصاءات وقد توصلوا إلى ذلك من دون أي رجوع إلى كتاب ولا إلى سنة ولا إلى منهج رباني على الإطلاق.
      وأذكر لكم هنا مثالاً للمقارنة فيه بين حال المرأة العاملة وغير العاملة:
      فلو افترضنا أن البنت الجامعية تتخرج وهي في الثانية والعشرين من عمرها -في المتوسط- ولنفترض أن فتاتين تخرجتا هذه السنة وعمر كل منهما اثنتان وعشرون سنة، فتزوجت إحداهما، وتوظفت الأخرى ولم تتزوج، فكيف سيكون الحال بعد عشرين سنة؟
      من المعلوم أن التي توظفت وعملت سوف تصبح هرمة أو قريبة من الهرم، فالمرأة تهرم وهي في مملكتها وبيتها، فكيف لا تهرم عند هذا السن وهي في العمل؟!
      أما الفتاة الأخرى التي تزوجت فإنها بعد عشرين سنة -في المتوسط المعروف للمواليد عندنا- يكون لديها شاب عمره ثمانية عشر عاماً، ويليه شاب أو شابة في الخامسة عشرة، وشاب أو شابة في الثانية عشرة، وقد يكون لديها صبي أو صبية في العاشرة أو التاسعة، وصبي أو صبية في الثامنة أو السادسة، وربما كان لها أطفال في الثالثة أو الثانية.
      وسوف تجدون كثيراً من النساء في مجتمعنا في حدود الثانية والأربعين وما قارب ذلك، ولديها أسرة متكاملة: الكبير في الجامعة أو على مشارف الجامعة، والصغار من المتوسط إلى الابتدائي إلى الحضانة إلى البيت.
      وهذا فيه تجديد لحياة الأمة، فإذا وفق الله تعالى هذه الفتاة وتزوجت بشاب، فإنه بعد عشرين سنة يكون لدينا رجل وامرأة في الثانية والأربعين على قدر من الحكمة والعقل، ولديهم أسرة متكاملة، فهم فعلاً يخدمون البلد، ويستطيعون أن يسهموا في التنمية، وأن يقوموا بدور لا يمكن أن يقوم به الإنسان الأجنبي المستقدم من الخارج في أي حال من الأحوال.
      فيكون بقاء الأمة ونماؤها نتيجة لهذا الزواج، ولاختيار هذه الفتاة التي فضلت الزواج على العمل بخلاف الأخرى العجوز التي حرمت من الزواج، ومن حنان الأمومة وعطف الأمومة، وهي عجوز هرمة لا تملك شيئاً، ولم تقدم لأمتها شيئاً، إلا أنها في العشرين عاماً الماضية قد عملت أعمالاً تخللتها الإجازات المرضية، والمشاكل النفسية الكثيرة التي تتعرض لها نتيجة عدم إقدامها على الزواج، ومن ثم افتقادها إلى الحياة الأسرية.
      نقول: إن الأمة التي يوجد فيها عشرة آلاف فتاة ثم يتزوجن، فإنها بعد عشرين سنة سيكون لديها عشرة آلاف أم عاقلة، وعشرة آلاف شاب في الثامنة عشرة، وعشرة آلاف شاب في الخامسة عشرة إلى الثانية عشرة، إلى الثانية، ولكن الأمة التي تدفع المرأة للعمل خارج البيت فلا تتزوج، يكون لديها بعد عشرين سنة عشرة آلاف عجوز هرمة منهكة مجهدة، وتضطر حينئذ إلى أن تستقدم المربيات، وأن تستقدم العمال الذين يسهمون في بناء البلد وتنميته، والذين سيعملون حينئذٍ في كل المجالات، ويستفيدون بالتالي من العائد الاقتصادي لهذه الأعمال سواء أكان هؤلاء العمال رجالاً أو نساءً.
      تلك النتيجة الحسابية الرياضية توصل إليها أولئك الناس الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ونحن إن لم نرجع إلى كتاب ربنا وإلى سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم -لأن هذا هو أمر الله، ولأن هذا هو أمر رسوله- فلا خير فينا؛ لأن الأعداء قد رجعوا بعد أن جربوا ودرسوا وخططوا.
      فهل يرجع المغفلون بعد أن أثبتت نتائج الأبحاث لدى أسيادهم أن خروج المرأة إلى العمل يؤدي إلى انهيار الأمة..؟!!
      لا ندري... ونرجو الله سبحانه وتعالى لنا ولهم الهداية والرجوع إلى الطريق المستقيم.
    3. استنزاف خيرات الأمة

      الهدف الثالث: استنزاف خيرات الأمة عن طريق المرأة: إن المرأة تميل إلى الإنفاق أكثر -وهذا أمر معروف لدى كل إنسان في كل مجتمع- من الرجل، وأنها أقل منه مراعاة للعواقب، وخاصةً فيما يتعلق بزينتها، أو ما يتعلق بوسائل الرفاهية بالنسبة لها أو لمن حولها، ونتيجة لذلك حرص أعداء الله على أن تخرج المرأة المسلمة، فالمرأة المسلمة التي تقر في بيتها إن لبست الثمين أو لبست الرديء، فهي في البيت مصونة محفوظة بحفظ البيت، لكن إذا خرجت إلى الشارع، فلابد لها أن تنافس مثيلاتها من النساء فيما يلبسن، وهنا نصب أعداء الله الشباك العريضة لهذه المرأة المسلمة..! عشرات الأنواع من المساحيق التي تباع بأبهض الأثمان، ويقال في الدعاية لها: إنها تجدد البشرة للمرأة فتبدو كأنها بنت العشرين، ولا يخفى ما تقوم به شركات هذه المستحضرات من استغلال وسائل الإعلام المختلفة لترويج هذه المساحيق وأدوات التجميل..! كما أن بيوت الأزياء -والتي يملكها أباطرة المال اليهود في الغرب- تخصص فساتين وأزياء للسهرة، وفساتين وأزياء للصباح والعمل، وللشتاء وللصيف وللنوم وللنزهة ولكذا ولكذا، ويبتكر تقليعات وموضات لتلهث خلفها المرأة، فما يأتي موعد راتبها أو راتب زوجها في نهاية الشهر إلا وقد جمعت من هذه الموضات ما تريد أن تستنفد به ربع الراتب أو ثلثه، وربما كله، وكل هذا من أجل أن تواكب هذه الموضات، وتلاحق هذه التقليعات والصرعات. فتكون النتيجة: أن المرأة المسلمة حين تخرج للعمل فإنها تضيّع الأسرة، وتسبب انقراض الأمة، وإذا عملت فإن نتيجة عملها وكسبها يذهب إلى جيوب أباطرة المال من اليهود في العالم الغربي من حيث تشعر أو لا تشعر، وتذهب في شراء المجلات النسائية، ومجلات الأزياء التي إذا قرأتها من الغلاف إلى الغلاف فلأجل صور النساء فقط، فتتسابق البنات المسلمات إلى شرائها واقتنائها؛ لتتابع هذه التقليعات وهذه الصرعات. ومن هو الخاسر في النهاية؟ إنه هذه المرأة المسكينة التي خسرت دينها، وخسرت استقرارها، والخاسر كذلك هو الزوج والمجتمع، والرابح هم اليهود، وأعداء الله الذين يخططون لإفساد المرأة المسلمة.
    4. تضييع التربية الإسلامية

      الهدف الرابع: أن تضيع التربية الإسلامية الصحيحة، وأن تفتقر الأجيال إلى هذه التربية: إن الله سبحانه وتعالى قد شرع لنا الخير كله، وفيما أنزله لنا الخير والهدى والصلاح في أمور ديننا ودنيانا جميعاً، ولكن هؤلاء يريدون أن تتمرد المرأة المسلمة على ذلك كله، فالله تبارك وتعالى شرع لنا الرضاع -كمثال- وشرع لنا تربية الأبناء على طاعة الله سبحانه وتعالى. وجاء أولئك فقالوا: لا ينبغي للمرأة -إذا أرادت أن تحافظ على رشاقتها- أن ترضع، وروجوا للكثير من الوسائل التي تدر عليهم الأموال الطائلة، وقالوا: ينبغي للمرأة ألا ترضع الطفل، لكي تحافظ على رشاقتها، ولكي تنطلق إلى ميدان العمل فتحل محلها المربية البوذية، والوثنية والنصرانية، أو الجاهلة التي لا تدري شيئاً، ولن تربي الطفل كالأم بأي حال من الأحوال، وهذه المربية تأخذ من مرتب الأم ما تشتري به الحليب لتطعم به الطفل، فيحرم الطفل من حنان الأمومة، ويحرم من الغذاء الطبيعي، وأعظم من ذلك يحرم من الحياة الطبيعية.. من بسمة الأم.. من حنان الأم.. من عطف الأم.. فكيف سينشأ ذلك الطفل؟ سينشأ مجرماً، وينشأ حاقداً -إلا من رحم الله- وينشأ ولديه حب الانتقام والغضب من هذا المجتمع ومن هذه الحياة التي عاشها؛ لأنه فقد الحنان وفقد العطف وفقد الرقة التي يفتقر إليها الطفل في مثل هذه السن، وربته تلك المربية على ما ربته عليه من أخلاق دخيلة، وعقائد مشبوهة.
  4. نموذج لبيت خرجت منه الأم للعمل

    نشرت جريدة المدينة قبل سنوات، خبراً مفاده أن مربية بوذية كانت تعمل لدى إحدى الأسر، وذات يوم عادت الأم إلى البيت فإذا بها تجد أن المربية تعلم أبناءها السجود والركوع لتمثال بوذا، حيث وضعت تمثال بوذا أمام الأطفال، وبدأت تعلمهم كيف يسجدون ويركعون ويعبدون بوذا، والأم أثناء ذلك في العمل، تزعم أنها تخدم المجتمع وتنمي البلد؛ فكان نتيجة ذلك أنها أضاعت أبناءها وجعلتهم يعبدون غير الله ويشركون بالله، وهذا نموذج واحد... والنماذج كثيرة.
    فالتربية تعد أطول عملية ترافق نمو الإنسان، إذ إن الإنسان قبل أن يبلغ العشرين يعتبر طفلاً يشرف عليه الأب والأم؛ لأنه لا يزال في حاجة إلى الرعاية، وهذا أمر معروف لكم جميعاً، والأب والأم يعتبران أن الابن في حاجة إلى الرعاية حتى يتخرج من الجامعة، وربما بعد ذلك، وهذه حقيقة، فإذا أُفسد منذ نعومة أظفاره، وربته المربية، وفقد حنان الأم وتربيتها -بحجة أنها تسهم في خدمة المجتمع- فإن المجتمع يكون قد ضاع في الحقيقة؛ لأن المجتمع هو عبارة عن هذه الأجيال التي هي الطاقة والقوة لأي مجتمع.
    ولقد دلت البحوث التي بحثت في أمريكا بالذات -وفي غيرها- على أن سبب انتشار الجرائم في العالم الغربي هو أن الشباب والأحداث المحترفين للجريمة لم يتربوا على أيدي الأمهات، وأن خروج المرأة وعملها هو وراء هذه الجرائم، ومن هذه الجرائم الشذوذ (اللواط) ونتيجة لانتشاره انتشر الإيدز.. المرض الذي يهدد العالم الغربي بل يهدد كل العالم تهديداً رهيباً، وما هو إلا إحدى عقوبات الله عز وجل التي يسلطها على من عصاه.. من عباده ليعتبر بذلك من اعتبر.
    فخروج المرأة وعملها ليس -كما يزعم الخداعون والماكرون- أساس التطور والتقدم، وأنه لابد منه للتطور والتقدم والتنمية.
    إن الله سبحانه وتعالى يقول مخاطباً أمهات المؤمنين: ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ))[الأحزاب:33] هذه هي القاعدة الكبرى، التي يجب على المرأة المسلمة أن تلتزمها وعلى كل امرأة مسلمة أن تجعلها نصب عينيها هذه الأمور: البيت.. وظيفة الأمومة.. تنشئة الأجيال.. تربية الشباب المؤمن القوي القادر على أن يكون قوياً في إيمانه.. قوياً في جسمه.. قوياً في محاربة أعداء الله وأعداء أمته، وما عدا ذلك فحالات عارضة لا يصح على أساسها أن يعد عمل المرأة هو القاعدة، حتى وإن كان في المجال النسائي البحت فهي حالة عارضة، يجب أن ننظر إليها على أنها مؤقتة، ويجب أن ننظر إلى أنه حتى تعليم الفتاة إنما هو مؤقت لكي تحصل على قدر من العلم يعينها على أن تكون أماً صالحةً لتتزوج، وهذا هو الهدف، وهذا هو الأساس.
    ولهذا نجد أن كل من خالف الله عز وجل وكل من عصى الله فإنه يتحقق فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: {بعثت بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وكتب الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم}، فالله تعالى قد كتب الذل والصغار على من خالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أعظم المخالفات التشبه بالكفار في تبرجهم وتهتكهم ومخططاتهم، ومناهجهم التربوية والتعليمية والسلوكية فيما يتعلق بجانب المرأة المسلمة.
    إن أعداء الله في سبيل أن يسيطروا على هذه الأمة قالوا: لابد أن نشغل الفتاة المسلمة بالفتى المسلم، ونشغل الفتى المسلم بالفتاة المسلمة، فتجد الشاب في المدرسة وفكره في تلك الفتاة؛ كيف يراها؟ كيف يخاطبها؟ كيف يتقرب إليها؟ ويشتري دواوين الشعر التي تدل على ذلك، ويقتني الكتب التي تحث على ذلك، ويشاهد الأفلام والمسلسلات التي تحث على ذلك؛ وكذلك حال البنت أيضاً، فيكون في ذلك إضاعة لعمر الأمة؛ لأن الأمة هي عبارة عن هؤلاء الشباب والشابات، فإذا شغل الشاب بالشابة، وشغلت هي به كذلك؛ فإنهم يبقون -كما هو الحال في أكثر بلاد العالم الإسلامي- في غفلة عن أعداء الله، وعن قضايا أمتهم وما يدور فيها وما يحدث لها.. يهمهم آخر فيلم لفلانة أو آخر كتاب أو ديوان لفلان أكثر مما يهمهم ما يحدث في أفغانستان، أو فلسطين، وما يحدث هنا وهناك من أمور يجب على الشاب المسلم أن يهتم بها وأن يعيها ويعلمها.
    يشغلهم ذلك عن العلم النافع.. العلم الشرعي الصحيح الذي لابد منه حتى مع الانشغال بغيره من العلوم الدنيوية، فلو كنت في كلية الطب أو الهندسة، أو كنت عاملاً أو موظفاً فلابد لك من العلم الشرعي.. لابد أن تعبد الله على علم.. تصلي على علم، وتزكي وتصوم وتحج على علم.
    وهكذا فهم يشغلون الشباب عن طلب العلم بهذه المجلات، والمسلسلات، والأفلام التي تتخذ من المرأة وسيلة للجذب والإغراء، فيضيع عقل الأمة وفكرها، ويضيع مالها، ويضيع شبابها، وتضيع كل جهودها.. نتيجةً لهذا التخطيط، ونتيجةً لهذا الطعم الكبير -وهو المرأة- الذي جُعل في شبكة المؤامرة ليصطاد الأمة جميعاً، ويجعلها لقمةً سائغةً لأعداء الله تبارك وتعالى.
  5. إن الفرج مع الصبر

    إن الحديث عن المؤامرة وأبعادها لا ينسينا أبداً الحديث عن الثقة في وعد الله، بالنصر المبين لهذه الأمة، والثقة في الله ثم في الشباب المسلم الذي بدأ يصحو ويتيقظ لهذه المؤامرة.
    ونحن في هذا البلد بالذات نحمد الله تبارك وتعالى أن الوعي والصحوة الإسلامية عندنا قد تواكبت مع بداية الغزو الفكري والتآمر على هذا البلد، وإننا لواثقون بإذن الله من أن النصر سيكون لدين الله سبحانه وتعالى، وللدعاة إلى الله تبارك وتعالى.
    ولكن علينا أن نكون واعين، وأن نكون حذرين، وأن نعرف أولئك الهدامين، وأن نقاومهم المقاومة الفعالة بالحكمة.. بالكلمة الصادقة.. بالنقد الذي يقنع الخصم ويلزمه.. بإقامة الحجة عليهم.. بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. بقطع كل سبيل إلى إفساد المرأة المسلمة.
    وعلى الأب أن يراقب ابنته فلا يسمح لها بالخروج إلى السوق، أو شراء المجلات الهابطة، أو متابعة الأفلام الخليعة.
    وعلى الزوج أن يراقب زوجته في ذلك، وعلى المعلم أن يوصي تلاميذه بأن ينتبهوا لأسرهم، وأن يغضوا من أبصارهم، ويحفظوا فروجهم، وكذلك الإمام في المسجد، وكذلك كل من يملك سلطة للتوجيه أو منبراً للإعلام، فإذا قمنا بذلك فإننا قادرون على أن نحبط المؤامرة بإذن الله تبارك وتعالى، أما إذا غفلنا فسيذهب الله بنا ويهيء الله عز وجل لدينه جنداً غيرنا ينصرهم الله عز وجل بنصرهم لدينه وشرعه، والبشائر المقبلة تؤكد أن النصر لن يكون إلا لهذا الدين.
    وإننا نذكر المرأة المسلمة المتمسكة بحجابها في هذه البلاد، بأن أختها التي خدعت وغرر بها، ووقعت في شباك المؤامرة في الدول الإسلامية الأخرى قد عادت إلى حجابها ولله الحمد، وتنبهت لتلك المؤامرة، وقد عرفت حقيقة دينها.
    وإن فتاةً واحدة تلتزم بالحجاب عن دين وإيمان واعتقاد في وسط بيئة جاهلية فاسقة منحرفة لهي أفضل ألف مرة ممن كانت تلبس الحجاب لأنه تقليد وعادة يفرضها عليها المجتمع، ولو أمكنها غير ذلك لفعلت. وإن النساء المؤمنات اللاتي يتمسكن بالحجاب، ويرفضن العمل المختلط، واللاتي يعلمن أن وظيفتهن هي الأمومة وأن مملكتهن هي البيت، أصبحن يتواجدن بأعداد كثيرة في تلك البلاد التي سبق إليها الغزو، وليس ذلك بعجيب؛ فإن الغربيات وهن قدوة المتهتكات والساقطات قد تمنين هذه الحياة، كما ذكر الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله عن امرأة أمريكية شهيرة زارت دمشق وقيل لها: هذه هي حياة المسلمين، فالمرأة المسلمة واجبها كذا وكذا، والزوج يحميها ويؤويها، وينفق عليها، وإن لم يكن لها زوج فالأب أو الأخ، فهي مصونة، محترمة، يفضل وليها أن يستدين المبالغ الطائلة على أن تعمل وأن تخرج من بيتها.
    فلما رأت ذلك قالت: والله لقد تمنيت أن أعيش هذه العيشة الكريمة ولو لبضعة أشهر ثم أموت..! وما ذلك إلا نتيجة ما تعانيه من شقاء بالرغم من أن ظاهرها يوحي بأنها امرأة مبجلة محترمة.
  6. والحق ما شهدت به الأعداء

    في أحد المؤتمرات التي عقدت في ألمانيا كان الموضوع عن الإسلام والمرأة، وقام عدد من المستشرقين وتحدث عما تعانيه المرأة المسلمة -المرأة الشرقية كما يسمونها- ومن ظلم واستغلال، ثم ذكروا أن تعدد الزوجات هو من أكبر المظالم التي تهدد المرأة في الشرق، ويجب أن يرفع عنها هذا الحيف وهذا الجور.
    فقام أحد الدعاة أو أحد المشاركين في المؤتمر -وأظنه الدكتور أحمد الشرباصي - ليرد على هذه الفرية، فقامت امرأة ألمانية تشغل منصباً كبيراً في بلدها وقاطعته قائلة: أنا سأتكلم. فقال: أنا أرد على هذه التهمة، ثم ستتكلمين بما تشائين -لأنه كان يظن أن المرأة سوف تؤيد هذه الشبهة- فقالت: كلا! أنا سأدافع وسأرد بدلاً عنك، وقامت وقالت: أنتم يا من تقولون: إن المرأة الشرقية إذا كانت الزوجة الرابعة فإنها تكون شقية ومحرومة ومظلومة، أنا أقبل أن أكون الزوجة الرابعة والثلاثين -هكذا قالت- بشرط أن أجد رجلاً يحميني من اللصوص في الليل..!!
    يحميها من اللصوص في الليل لأنها لا تأمن ولا تطمئن..!
    أين أبوها؟! لا تدري عنه.. أين أمها؟!.. لا تدري.. أين أخوها؟!.. لا تدري.. هي تكدح وتعمل وتستأجر المنزل، وربما إذا تزوجت كانت هي التي تدفع المهر، ثم يتركها زوجها ليذهب إلى عشيقة أخرى..!
    هذه حال الدول التي تسمى متقدمة..!
    ولكن سفهاء الصحافة في بعض البلدان الإسلامية يتكلمون عن تعدد الزوجات وكأنه أكبر خطر يهدد الأمة الإسلامية بالزوال.. ويجعلون موضوع المرأة موضوعاً اجتماعياً بحتاً، لا علاقة له بالحلال ولا بالحرام؛ ولهذا يجرون الاستفتاءات والاستبيانات -كما يسمونها- كما يشاءون، مع شاب وشابة، ومعلم ومعلمة.. يختارون من يشاءون ويقولون: ما رأيكم في عمل المرأة؟ ما رأيكم في خروجها من البيت؟ ما رأيكم في إعطائها حقوقها؟... ثم.. ما رأيكم في تعدد الزوجات؟ ويأخذون رأي الجميع وهم بذلك يجعلون أنفسهم الخصم والحكم في ذات الوقت، وفي النهاية يقولون: اجتمعت الآراء واتفقت على أن المرأة لابد أن تعمل، ولابد أن تخرج من البيت، وأن تعدد الزوجات يهدد الأسرة، ويؤدي إلى التناحر وإلى التفكك، وإلى سوء التربية، وإلى كذا وإلى كذا.
    هؤلاء الذين يعترضون على حكم الله، والذين يجعلون شرع الله وما أنزله الله سبحانه وتعالى في كتابه، وما أنزله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم في شأن المرأة، وما درجت عليه الأمة الإسلامية خلال أربعة عشر قرناً -يجعلونه كله باطلاً ولغواً، ويأخذون آراء الناس من أصحاب الأهواء في هذه الأمور، وكأننا أمة ضائعة لا شرع لها ولا كتاب ولا سنة ولا ميزان ولا معيار!
    الله سبحانه وتعالى يقول: ((فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً))[النساء:65].. وقد شملت هذه الآية مراتب الدين الثلاثة: التحاكم إلى رسول الله.. في مقام الإسلام، وانتفاء الحرج.. في مقام الإيمان، والتسليم المطلق.. في مقام الإحسان. فيجب أن يكون حالنا كما قال تعالى: ((إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ))[النور:51].. لابد أن يكون هذا هو منهجنا.
    أما إذا كان ديننا وعرضنا وحياتنا الاجتماعية مسخرة للآراء والأهواء؛ فنتبع قول فلان، ورأي علان؛ فإن هذا هو بعينه اتباع الأهواء.. اتباع أهواء الذين لا يعلمون.. اتباع حكم الجاهلية ((أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ))[المائدة:50].
    كل ما خالف أمر الله فهو جاهلية.. كل حكم أو هوىً أو منهج أو رأي خالف أمر الله وناقضه وحاده فهو جاهلية؛ ولهذا تجدون الجاهلية اليوم تستشري وتنتشر في الغرب والشرق؛ لأنها تمشي على غير منهج الله سبحانه وتعالى، وعلى غير ما شرع الله، وقد جنت هذه المجتمعات عاقبة ذلك الخروج عن أمر الله تبارك وتعالى.
    فما علينا من الأمم التي لا تملك منهج الله؟! وما علينا من الشعوب التي ذاقت مرارة الاحتلال بجميع أنواعه؟!
    إن الأمة الإسلامية يهمنا أمرها كلها، لكن ما يهمنا أكثر هو أمر هذه البلاد التي هي قلعة التوحيد والتي تمثل الخط الأخير الذي يقف فيه المسلمون لمحاربة أعداء الله سبحانه وتعالى.. البلد الذي يجب أن يظل طاهراً من كل رجس؛ من شرك أو بدعة أو ضلالة أو انحراف، ويجب أن يبقى خالصاً للمسلمين كما قال صلى الله عليه وسلم: {لا يجتمع في جزيرة العرب دينان}، كما يجب أن نبقى على منهج واحد لا منهجين؛ في التعليم، وفي شأن المرأة، وفي الاقتصاد، وفي أي مجال.. وإنما هو منهج الله وشرعه واتباع أمره.
    ونحن نحمد الله سبحانه وتعالى على أننا نستطيع أن ندعو إلى هذا المنهج، وأن نبين الحق للفتيان وللفتيات، وأن نبصرهم بالحقيقة، وهذه فرصة عظيمة يجب أن نستغلها.
    ويجب أن تبقى هذه البلاد قاعدةً ومنطلقاً للدعوة إلى تحرير الإنسان المسلم في كل مكان من العبودية والتبعية لغير منهج الله.
    ويجب أن يكون اهتمامنا في المقام الأول، والتي يحرص الأعداء على خداعها والإيقاع بها.
    ويجب أن ترى الفتاة المسلمة في هذه البلاد القدوة الصالحة، والنموذج الصحيح للمرأة المسلمة التي تتمسك بدينها في هذا العصر رغم الانحرافات، ورغم زيف المدنية، ورغم بهرج الحضارة، ويجب عليها أن تتمسك بدينها، وتعطي القدوة لغيرها، وإلا فإن الخسارة كل الخسارة أن تخدع المرأة المسلمة في هذه البلاد كما خدع غيرها؛ لأنها بالنسبة لغيرها من المسلمات كالملح بالنسبة للطعام؛ فكما أن الملح يصلح الطعام فذكلك نساء هذا البلد يصلحن غيرهن من النساء، فإذا فسدت نساء هذا البلد فممن سيرتجى الإصلاح؟!
    يا نسوة الحجاز يا ملح البلد وما يصلحُ الملحَ إذا الملحُ فسد
    والرجل المسلم في هذه البلاد هو أولى من غيره بأن يحمل لواء التوحيد، ولواء السنة، ولواء الدعوة إلى منهج الله وإلى شريعة الله تبارك وتعالى، وينشر ذلك في كل مكان، فهو محط أنظار العالم الإسلامي، وكذلك والفتاة المسلمة هي محط أنظار البنات المسلمات في كل مكان.
    فيجب علينا أن نقدر المسئولية حق قدرها، وأن نعي واجبنا، ثم نؤديه كما شرع الله تبارك وتعالى من الدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، وإقامة الحجة، وإعلان الحق، وإرشاد التائه والغاوي.. من شاب أو شابة، ومحاربة المنكرات والفساد بما نستطيع، وإذا لم نحارب المنكرات ولم نجابه وسائلها، فلا أقل من ألا نشتريها، ولا نساهم في نشرها، ولا ندعو إليها.. وهذا أقل ما يجب على المرأة المسلمة وعلى الشاب المسلم، فإن كل ما يدعو إلى الفساد من أفلام ومجلات وكتب ودواوين وقصص يجب أن نبدأ الطريق بمقاطعته، ثم نتعلم العلم الصحيح، ثم ندعو الذين وقعوا في شباك هذه المؤامرة.
    ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا و إياكم بما نسمع وما نقول، إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.
  7. الأسئلة

     المرفق    
    1. دعوى حاجة المجتمع لخروج المرأة للعمل

       دعوى حاجة المجتمع لخروج المرأة للعمل    
      السؤال: إن من الدعاوى الباطلة التي يروج لها الآن أن نصف المجتمع معطل، وأنه لابد للمرأة من الخروج، لحاجة المجتمع إليها، فبماذا يرد على أمثال هؤلاء؟
      الجواب: يرد عليهم أولاً بقول الله تبارك وتعالى: ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ))[الأحزاب:33] فليس قرارها في بيتها تعطيلاً، إنما هو امتثال لأمر الله، ولو لم يكن هناك حجة لقرارها في بيتها إلا امتثال أمر الله، فكفى بامثتال أمر الله حجة! فامتثال أمر الله وطاعته هو الخير والشرف، وهو العمل العظيم الذي من أجله خلقنا، وهو أكبر عمل نقوم به في هذه الحياة الدنيا.
      كما أن المرأة المسلمة التي تبقى في البيت ليست معطلة، فهي إن كانت أماً فإنها تربي الأجيال، وتهيئ المناخ المناسب للأسرة المسلمة، فلديها من الأعمال ما يفوق عمل كثير ممن يعملن خارج البيت. كن يمضين الوقت في الفراغ وقراءة الصحف وأمثال ذلك مما نشاهد الرجال يفعلونه، والله تعالى أعلم بحال النساء.
      فالمرأة المسلمة تبقى في بيتها، وتربي أطفالها، ولو افترضنا أنها ليست متزوجة، فيمكن أن تعمل وهي في البيت الأعمال التي تجلب لها الخير، كأن تتعلم العلم، أو تعمل بالخياطة، أو تعمل أي عمل يمكن أن يدر عليها الربح وهي في بيتها، فتجمع بذلك بين امتثال أمر الله سبحانه وتعالى وبين الإنتاج والعمل الذي يحقق لها الخير في الدنيا والآخرة.
      أما إذا خرجت المرأة، فإنه لن يتعطل نصف المجتمع فحسب، بل سوف يتعطل المجتمع كله، ونضطر إلى الاستعانة بالمربيات والخادمات والطباخات، والخياطات وأمثال ذلك، ثم تخرب الأمة وتهرم، ويفنى شبابها، ويضيع مستقبلها، وتتدهور تنميتها، وتنقرض بعد أجيال.. كما سمعنا في الإحصائيات الغربية.
    2. حكم كشف المرأة وجهها ويديها

       حكم كشف المرأة وجهها ويديها    
      السؤال: حبذا لو بينتم حكم الشرع بالنسبة لكشف المرأة لوجهها ويديها؟
      الجواب: تغطية المرأة لوجهها واجب، وكشف وجهها حرام، وكذلك كشف يديها، إلا بين المحارم أو من حولها من النساء.
      وهذا أصل عظيم درجت عليه الأمة الإسلامية، ودل عليه كتاب الله تبارك وتعالى، ودلت عليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة الثابتة، ودرج عليه عمل المسلمين، بل حتى في الجاهلية كان ذلك مما هو معروف لدى المرأة العربية.
      ولم تُعرف قضية الخلاف في كشف الوجه وعدمه إلا في هذا العصر، وقد أثيرت هذه القضية لا لأجل الترجيح العلمي المجرد، وإثبات أن كشف الوجه أو تغطيته مسألة خلافية.. إنما أثيرت لتنزع المرأة المسلمة حجابها بحجة أن تغطية الوجه فيه خلاف.
      وأقول: من هؤلاء المجتهدون العلماء الثقات الذين يقولون: إن على المرأة أن تخرج حتى لا يتعطل نصف المجتمع، لأن الرأي الراجح هو كشف الوجه؟! إن هؤلاء الذين ينادون بخروج المرأة ويتحججون بأنه لا يجب عليها أن تغطي وجهها ليسوا بعلماء.
      كل علماء المسلمين يوجبون على المرأة أن تغطي وجهها إذا خشيت الفتنة، ولا شك -على الإطلاق- في أن الفتنة قائمة وموجودة الآن على أشدها في كل مكان.
      فهذا هو الحكم على افتراض أن الرأي الراجح هو الذي يجوز للمرأة كشف وجهها وكفيها، ومع ذلك فإننا نقول: إن الرأي المرجوح والضعيف هو الذي يقول: إن كشف الوجه أو الكفين جائز، وليس العكس.
      عندما قال الله تبارك وتعالى: ((وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ))[النور:31] ماذا فهم الصحابة من هذه الآية؟ وما معنى الخمار في لغة العرب؟ عندما يضرب الخمار على الجيب فلا يحتمل في كلام العرب إلا أن يكون الوجه مغطى خلال ذلك، وهذه حقيقة، وراجعوا في ذلك لسان العرب - مادة (خمر) لتعرف معنى الخمار، ومادة (نصف) لتعرف معنى النصيف، النصيف الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الشهداء في صفة الحور العين: {ولنصيف إحداهن خير من الدنيا وما فيها} فما هو النصيف في لغة العرب؟
      يقول النابغة الشاعر المشهور:
      سقط النصيف ولم ترد إسقاطه            فتناولته واتقتنا باليد
      ما هو النصيف؟ ولماذا سمي نصيفاً؟
      يقول اللغويون: النصيف هو الخمار، وسمي كذلك لأنه ينتصف بين المرأة وبين الناس فلا يرونها، كأنه في النصف بين المرأة وبين الناس فلا يرونها.
      فإذاً: النصيف هو الخمار، ولذلك لما سقط عن تلك المرأة الجاهلية غطت وجهها باليد، حتى قال بعض اللغويين -وأظنه السيرافي أو ثعلب-: ويجب أن يكون مغطياً للرأس كله، وإلا فلا معنى أن تغطي وجهها ويبقى شعرها.
      المقصود: أن النصيف هو الخمار الذي يغطي المرأة: ((وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ))[النور:31] أما الخمار، فإن كل مادة خَمَرَ مأخوذة من الستر والتغطية، والخمار الذي شرعه الله تعالى للمرأة وكان معروفاً لديها، والذي تكفن فيه، والذي جاء ذكره في الكتاب والسنة: هو الغطاء الساتر للمرأة، والذي ينسدل عليها بدءاً برأسها، مروراً بوجهها ونحرها وصدرها.
    3. تقوى الله سبحانه وتعالى هي الطريق إلى النجاة

       تقوى الله سبحانه وتعالى هي الطريق إلى النجاة    
      السؤال: إنني فتاة مؤمنة إن شاء الله، وقد أضلني الشيطان فمشيت في طريقه وسبيله -إلى أن تقول- والآن أنا تبت، ولكن ما زال الشيطان يأتيني ويغريني، وأريد الرجوع إلى سبيل الخير، فكيف الطريق إلى ذلك؟
      الجواب: يقول الله تبارك وتعالى : ((وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً))[النساء:27-28] فيأيها الأخت المؤمنة! الإنسان ضعيف، ولكن الله سبحانه وتعالى يريد أن يتوب علينا، فأطيعي الله ولا تطيعي الشيطان، ولا تطيعي الذين يتبعون الشهوات ويزينونها لك، فالسبيل هو تقوى الله سبحانه وتعالى.. إن الله تبارك وتعالى قد أوصانا وأوصى الأمم قبلنا بهذه الوصية العظيمة التي جمعت طريق الخير كله، يقول جل شأنه: ((وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ))[النساء:131] فاتقي الله يا أختي المؤمنة! وتذكري الموت وسكراته، وتذكري القبر ووحشته، وتذكري البعث والقيامة وأهوالها، وتذكري الصراط وعبوره، وتذكري النار وورودها؛ فإن هذا مما يمنعك بإذن الله من اتباع سبيل الشيطان، ويجعلك تقاومينه.
      واعلمي أن الشيطان لن يدع فرصة يستطيع من خلالها أن يستدرج المسلم سواء أكان رجلاً أو امرأة إلا ويستغلها، فالشيطان لا يفتأ يستدرج المرء إما إلى شهوة وإما إلى شبهة، فيجب علينا أن نقاومه؛ لأن المعركة بيننا وبينه لا تنتهي حتى قيام الساعة، ويجب أن نصبر حتى نلقى الله تبارك وتعالى ونحن على سبيل الطاعة والمجاهدة في ذات الله.
    4. حكم كشف المرأة وجهها أمام غير المحارم

       حكم كشف المرأة وجهها أمام غير المحارم    
      السؤال: إنني متزوجة وزوجي يطلب مني أن أظهر أمام إخوانه وأعمامه وأخواله سافرة؛ بحجة أن إخوانه محارم مؤقتون، ويجوز كشف الوجه واليدين أمامهم بدون زينة.. فهل هذا جائز؟
      الجواب: لا يجوز للمرأة أن تخرج سافرة أمام الأقرباء الذين ليسوا بمحارم، مثل: أخي الزوج، وابن الخال وابن الخالة وابن العم وابن العمة وأشباه ذلك، والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال: {الحمو الموت} فيجب علينا أن نحترز من الحمو كما نحترز من الموت، والحمو هو قريب الزوج أياً كان، إذا لم يكن محرماً.
      ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فلا تطيعي زوجك، ولكن انصحيه وأقنعيه، أو أسمعيه ما يقنعه إن شاء الله.
    5. العوامل التي تساعد المرأة المسلمة على أداء وظيفتها التربوية

       العوامل التي تساعد المرأة المسلمة على أداء وظيفتها التربوية    
      السؤال: ما هي العوامل التي تساعد على نجاح المرأة المسلمة في أداء وظيفتها التربوية؟ الجواب: من العوامل التي تساعد على نجاح المرأة المسلمة في أداء وظيفتها أن تنظر إلى ما كان عليه نساء النبي صلى الله عليه وسلم والصحابيات من سلوك وعمل وبر وطاعة وتقوى، فتبر زوجها وتربي أبناءها، وتسير في حياتها وفق ما كنّ يسرن عليه، فهن القدوة، وللأخت المسلمة فيهن الأسوة. فأمر الله سبحانه وتعالى واضح، وهذه النماذج بين أيدينا، فلنقرأ سيرهن، ولندع سير الداعرات والفاجرات اللاتي تنتشر أخبارهن -مع الأسف- في كثير من الوسائل المقروءة أو المرئية.
    6. المقصود بمصطلح تحرير المرأة

       المقصود بمصطلح تحرير المرأة    
      السؤال: ما المقصود بتحرير المرأة؟
      الجواب: المقصود الذي يريده أعداء الله من تحرير المرأة هو: إفساد المرأة، وإخراجها من بيتها، وعصيانها لأمر ربها تبارك وتعالى، فميزان التحرر عندهم هو التعري، والتبرج والتهتك، ومزاحمة الرجل في الأسواق وفي كل مكان، فهذا هو ميزان الحرية عندهم، فنرد عليهم بقول الشاعر:
      إذا كان التقدم في التعري            فما فضل الحصان على البغي
      أما في دين الإسلام وفي كتاب الله، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الحرية هي طاعة الله، وهي حرية القلب من العبودية لغير الله.
      واقرءوا إن شئتم رسالة (العبودية) لشيخ الإسلام ابن تيمية، حيث فصل ذلك وبينه، فالعبودية هي عبودية القلب، والحرية هي حرية القلب، فالمؤمن عندما يحرر قلبه من العبودية لغير الله فإنه يكون عبداً لله وحده لا شريك له، أما أولئك فإنهم يريدون أن يحرروا المرأة من عبودية الله؛ لتكون مملوكة للشركاء المتشاكسين من أصحاب بيوت الأزياء، وتجار الدعارة، الذين يسعون لهدم وتقويض المجتمعات.
      وهذا هو الفرق بين الحرية في الإسلام، والحرية عندهم.
    7. حكم النظر إلى صور النساء

       حكم النظر إلى صور النساء    
      السؤال: ما حكم النظر إلى صور النساء؟
      الجواب: النظر إلى المرأة في الصورة حكمه حكم النظر إليها على الطبيعة والحقيقة، قال تعالى: ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ))[النور:30] هذا الغض -غض البصر- يشمل الصور المطبوعة أو المرئية في الأفلام كما يشمل المرأة التي ترى في الشارع، فالمحظور واحد، والحكمة واحدة، والعلة واحدة، والداء واحد، والنتيجة واحدة في هذا أو في ذاك، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {العين تزني وزناها النظر} فلا يقول الإنسان: إنني لم أرتكب الفاحشة الكبرى، وإنما مجرد النظر؛ لأن الحكم في شريعتنا في مثل هذه المسائل: أن الوسائل تأخذ حكم المقاصد، وهذه محرمة في ذاتها، ومحرمة لأنها وسيلة إلى غيرها.. إلى الفاحشة الكبرى.
      ومن غض نظره استجابةً لأمر الله وحياءً من الله، أبدله الله تبارك وتعالى إيماناً يجد حلاوته في قلبه، كما روي ذلك من طرق عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهل هناك شيء في هذه الدنيا أغلى من أن يقذف الله سبحانه وتعالى الإيمان في قلبك؟! والله لا يوجد شيء أبداً أغلى من ذلك ولا أعظم منه، فغض نظرك عن النساء المحرمات يبدلك الله سبحانه وتعالى إيماناً تجد حلاوته في قلبك، مصداقاً لبشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال الله فيه:((وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى))[النجم:3-4].
    8. حكم زواج الفتاة الملتزمة من غير الملتزم

       حكم زواج الفتاة الملتزمة من غير الملتزم    
      السؤال: تقدم شاب لخطبتي، وهذا الشاب يصلي ويؤدي جميع فرائضه، ولكنه غير ملتزم بالشريعة الإسلامية الالتزام الكامل، أي أنه يسمع الأغاني ويشاهد أفلام الفيديو، بالرغم أنني أنا ملتزمة جداً والحمد لله.. فما حكم الرفض في هذه الحالة؟ الجواب: مثل هذه الأمور يراعى فيها المصلحة الشرعية لا المصلحة الفردية، فإن تقدم لهذه الفتاة من هو خير منه في دينه فلا شك أنه يجب عليها أن ترفض ذلك العاصي، وأن تتزوج من الشاب التقي، وأما إن لم يتقدم غيره، وكان هناك في نفس الوقت أمل في إصلاح هذا الشاب، كأن تكون محبته لها وتعلقه بها معينة لها على نصحه، وهي في ذات الوقت مطمئنة إلى أن الله سبحانه وتعالى سيهديه على يديها، فإنه لا بأس من قبولها به، بشرط أن تكلمه مبدئياً منذ الخطبة في هذا الموضوع، وأن تباشر الدعوة معه إلى الله سبحانه وتعالى، فإن من نساء المسلمين من جعلت مهرها إسلام زوجها كما تعلمون ذلك، فالمرأة إذا استطاعت أن تهدي -والله تعالى هو الذي يهدي هداية التوفيق- هذا الشاب، فإن لها بذلك الخير والأجر، ولا سيما إن كان ذا قرابة ورحم. وإلا فإن الأصل المعلوم أنه لا يجوز أن تتزوج الفتاة من الفاسق، ولا الفتى من الفاسقة أيضاً، وإنما على الشاب بذات أن يظفر بذات الدين، وعلى الفتاة أن تظفر بذي الدين.
    9. حكم حضور حفلات الزفاف التي فيها منكرات

       حكم حضور حفلات الزفاف التي فيها منكرات    
      السؤال: ما حكم حضور حفلات الزفاف التي فيها منكرات؟
      الجواب: الله سبحانه وتعالى يقول في صفات المؤمنين: ((وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً))[الفرقان:72]، فحضور الأماكن التي تحتوي على اللغو واللغط، والموسيقى والمعاصي التي تغضب الله عز وجل يعد من حضور الزور وشهود الزور، ومن سماع اللغو المحرم؛ ولهذا لا يجوز للفتاة المسلمة أن تذهب إلى هذه الحفلات إلا إذا كانت تضمن أن لوجودها تأثيراً يؤدي إلى إلغاء المنكر، أو تذهب لإقامة الحجة وإنكار المنكر ثم تنصرف...
    10. حكم زيارة المرأة للقبور

        حكم زيارة المرأة للقبور    
      السؤال: ما حكم زيارة القبور أو قبر الرسول صلى الله عليه وسلم بالنسبة للنساء؟
      الجواب: زيارة القبور فصل فيها العلماء كما فصل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة الجواب الباهر وفي رسالة الرد على البكري والإخنائي وغير ذلك.
      والراجح والصحيح أن زيارة القبور للنساء لا تجوز، أما مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فإن المرأة المسلمة تزور مسجده صلى الله عليه وسلم وتصلي فيه ما يكتب الله تبارك وتعالى لها ولا تذهب إلى القبر.
    11. حض الآباء على تيسير المهور

       حض الآباء على تيسير المهور    
      السؤال: نرجو أن توجه نصيحة إلى الآباء بتخفيض المهور ليتمكن الشباب من الزواج، وكذلك الرد على كل أب يريد من ابنته أن تكمل دراستها في الجامعة قبل أن تتزوج.
      الجواب: نحمد الله سبحانه وتعالى أنه قد وجد في مجتمعاتنا من الفتيات المسلمات من تستنكر المغالاة في المهر، ومن تريد أن تعف نفسها وتحفظ دينها، وذلك بقبول الرجل الصالح حتى لو لم يكن يملك من الدنيا إلا ما يقيم أوده، وحتى لو لم يدفع ذلك المبلغ المغالى فيه، ولو لم يملك الشقة الفاخرة ولا السيارة الفاخرة، وهذا من بشائر الصحوة، ومن الدلائل على أن مجتمعنا يسير في طريق الخير.. إن استمرت هذه المسيرة وعمت وانتشرت.
      وإني من هنا أنصح الآباء وأنصح نفسي نصيحةً لوجه الله تبارك وتعالى -كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم- أن يبحثوا عن الشاب المتدين، وألا يشترطوا إلا ما يقيم الحياة على الوجه المتيسر، وذلك بالحد الأدنى من السيارة أو الشقة أو العمل، وأن ييسروا سبل الزواج، فوالله أيها الأب لأن تتزوج ابنتك شاباً فقيراً وتنفق عليه وعليها من جيبك، خير ألف مرة بل مليون مرة من أن ترتكب ابنتك -والعياذ بالله- فاحشةً؛ فيبقى عارها متلبساً بك إلى الأبد.. فاحذروا أيها الآباء‍.
      وأما ما يتعلق بالدراسة، فمن الذي قال: إن الشباب يفضلون الزواج من الفتاة الجامعية؟ ألا تقرءون الصحف؟! فإن الواقع يثبت أن كثيراً من الشباب يعزف عن الزواج من الجامعيات؛ لأنه يفضل الفتاة الأقل سناً وعلماً.. التي لا تجادل ولا تماري، فالقوامة التي جعلها الله تعالى للرجل، إنما تتحقق إذا كان أعلى من المرأة حتى فكرياً، فإذا كان الشاب جامعياً والشابة جامعية فهما ندان، وهذا مما يضعف القوامة، ونحن لا نقول هذا من باب النهي عن مواصلة البنات المسلمات للدراسة الجامعية، لكن كما قلت: الأصل شيء، والاستثناءات شيء آخر، والأصل هو: أن تتزوج الفتاة مع سن البلوغ.
      كان الأحنف بن قيس من أحلم العرب، وجيء له ذات يوم بابنه مقتولاً، وقد قتله ابن أخيه، وكان الأحنف محتبياً فما فك حبوته -وهذا من حلمه- وهو يرى ابنه ميتاً أمامه، بل قال لابن أخيه: لقد قتلت أخاك -أو ما أشبه ذلك- كما أنه كان معروفاً بالأناة، فذكر له ذلك ذات يوم، فذكر أنه رغم أناته فإنه يعمد إلى التعجل في ثلاثة مواضع: أولها تزويج البنت إذا بلغت، و تجهيز الميت، والضيف إذا نزل.
      الشاهد: أنه ليس هناك مفر من أمر الله، ولا مندوحة من السنن الطبيعية التي أوجدها الله، وهي: أن الفتاة بمجرد أن تبلغ -أي تحيض- فإنها مستحقة للزواج، فمتى تقدم الشاب الكفء المتدين وجب زواجها، وحرم الرفض، وعليه فلا يجوز التعلل بإكمال دراستها الجامعية، لأن ذلك قد يؤدي إلى أن يفوتها قطار الحياة -كما يقولون- وتبقى عانساً بقية حياتها.
    12. كتب تُنصح المرأة بقراءتها

        كتب تُنصح المرأة بقراءتها    
      السؤال: هل هناك كتب تنصحون المرأة المسلمة بقراءتها بعد كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟
      الجواب: أنصحها بقراءة كل ما كتب عن المرأة المسلمة وحجابها، مثل ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية في عدة مواضع في مؤلفاته، وأيضاً أكثر من رسالة للشيخ عبد العزيز بن باز، ورسالة للشيخ ابن عثيمين، وكتاب الشيخ البليهي، ومؤلفات أمثال هؤلاء من العلماء الثقات، وفتوى لهيئة كبار العلماء نشرتها مجلة البحوث العلمية، وخطبة الجمعة -وهي فتوى في الحقيقة- التي كتبها فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين للنساء والرجال جميعاً عن المجلات الخليعة، وأمثال هذه الرسائل والكتب مما ينبغي لأصحاب رءوس الأموال أن يحرصوا على طباعتها ونشرها بين الناس في المجتمع لتقوم الحجة على العاصي، وليجد التقي فيها ما يعينه على تقواه.
    13. حكم لبس المرأة للباس القصير أمام النساء

        حكم لبس المرأة للباس القصير أمام النساء    
      السؤال: هل يجوز لبس المرأة المسلمة لباساً قصيراً أمام النساء؟
      الجواب: بدون دخول في التفاصيل.. ليس حراماً على المرأة المسلمة أن ترى أختُها المسلمة منها الساقين أو الشعر، ليس ذلك بحرام، لكن يجب علينا جميعاً أن نضع الأصل دائماً نصب أعيننا، وهو أن نسد الطرق والذرائع إلى الفساد وإلى الفتنة.
      إن مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم: أن تصف المرأةُ المرأة لزوجها، وهذا الوصف يكون -إذا كشفت عن شعرها وعن ساقيها- أكثر بلا شك، وإن فيما انتشر هذه الأيام من الفسق والمعاصي ومن قلة الثقة بالنساء ما يوجب علينا أن نحترز ونلتزم بالمبادئ وبالأصول، فالستر -وإن لم يكن في الأصل واجباً- لكنه من باب الآداب التي ينبغي مراعاتها، فإن الله سبحانه وتعالى ذكر أن الحجاب للقواعد اللاتي لا يرجون نكاحاً خير لهن؛ مع أنه رفع الحرج عنهن في وضعه،((وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ))[النور:60]، فالقواعد: هن العجائز اللاتي لا يرجون نكاحاً، فقد رخص الله تعالى لهن أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة، ومع ذلك فالاستعفاف -وهو هنا الحجاب- أفضل لهن.
    14. لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

        لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق    
      السؤال: بعض الرجال يجبرون زوجاتهم على الظهور سافرات أمام الرجال، فما الواجب على المرأة في هذه الحالة؟
      الجواب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: {لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق}، وأمر الزوج هنا معارض لأمر الله جل وعلا، فيجب عليها أن ترفض ذلك وأن تنصحه، فإن قبل وإلا فلتشتكه إلى من تثق به، أو من يستطيع أن يقنعه، أو إلى أهلها، حتى ولو أدى الأمر إلى أن تشكوه إلى القاضي في النهاية، إذ لا يجوز لها أن تطيعه في معصية الله تبارك وتعالى.