مقابلة الفاضل من البشر بالفاضل من الملائكة
قال: "النوع الثالث: أنا إذا قابلنا الفاضل بالفاضل، والذي يلي الفاضل بمن يليه من الجنس الآخر، فأي القبيلين أفضل" يعني: إذا قلنا: نقابل فاضل الملائكة بفاضل بني آدم، ثم نقابل الذي يليه في الفضل من الملائكة بالذي يليه في الفضل من البشر، فكيف يكون التفضيل؟
يقول: "فهذا مع القول بتفضيل صالحي البشر يقال: لا شك أن المفضولين من الملائكة أفضل من كثير من البشر"، أي: حتى مع القول بأن فاضلي البشر أفضل من فاضلي الملائكة، يبقى أن مفضولي الملائكة أفضل بكثير من مفضولي البشر، فحينما نأخذ الصفوة من البشر يبقى الحثالة بما فيهم الفساق والعصاة، بينما إذا أخذنا الصفوة من الملائكة يبقى عباد مكرمون مطهرون.
يقول: "وفاضل البشر أفضل من فاضليهم، لكن التفاوت الذي بين فاضل الطائفتين أكثر، والتفاوت بين مفضولهم هذا غير معلوم، والله أعلم بخلقه".
إذاً: المفضولون من بني آدم كثيرون ومتنوعون ومختلفون، لكن في الجملة مفضول الملائكة أفضل.